وفد سرياني يزور مكاتب الكونغرس الأمريكي للدعوة إلى التعددية وحقوق الإنسان في سوريا

واشنطن العاصمة —  أجرى وفد من نشطاء سريان أمريكيين ومدافعين عن الحرية الدينية الدولية جولة مناصرة مركّزة في مبنى الكابيتول، حيث التقى بعدد من مكاتب أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين للمناصرة ورفع مستوى الوعي بشأن قضايا حقوق الإنسان الحرجة في سوريا.

وضم الوفد ممثلين عن الاتحاد السرياني الأمريكي، ومؤسسة الإيمان الدائم، إضافة إلى ناشطين مستقلين في مجال الحرية الدينية الدولية، حيث زار الوفد إثنين وعشرين مكتبًا للكونغرس على مدار الأسبوع الماضي، وأجرى مزيجًا من الاجتماعات المباشرة والتواصل السياسي لتقديم توصيات محورية.

قاد الوفد كل من روبرت جوهانسن (عن الاتحاد السرياني الأمريكي)، وبسام إسحق (عن مؤسسة الإيمان الدائم)، ومارثا هدسون، حيث أجروا مشاورات مع طواقم عمل ومستشارين في الكونغرس، بهدف التأكيد على أن أي تحول في السياسة الأمريكية تجاه سوريا – لا سيما فيما يخص إمكانية تخفيف العقوبات – يجب أن يكون مشروطًا باحترام حقوق الإنسان والحرية الدينية.

وتهدف هذه الزيارات إلى إيصال صوت المجتمعات السورية المهددة، إذ شدد أعضاء الوفد على أن مستقبل التعددية في سوريا مرهون بإصلاحات حقيقية، لا بسياسات قد تُفضي عن غير قصد إلى تقوية الجماعات المتطرفة.

وقد قدم الوفد ملفًا سياسيًا تضمن ثلاث أولويات عاجلة:

١. الشرطة المجتمعية القائمة على المشاركة المحلية
ينبغي أن تكون قوات الأمن و الشرطة في سوريا خاضعة للمساءلة من قبل المجتمعات المحلية، ومكوّنة من أفراد يمثلون تلك المجتمعات.

٢. إصلاح دستوري لتحقيق المواطنة المتساوية
ينبغي تعديل الدستور السوري بما يكفل حقوقًا متساوية لجميع المواطنين، وإلغاء البنود التمييزية، بما في ذلك الشروط الدينية لتولي رئاسة الجمهورية.

٣. منع عودة الجماعات المتطرفة
مع محاولات “د1عش” وغيرها من الجماعات المتطرفة إعادة تنظيم صفوفها، حيث يجب أن يكون تخفيف العقوبات الأمريكية مشروطًا بخطوات ملموسة لمكافحة النشاط الجهادي، ومنع محاولات التغيير الديمغرافي بحق المسيحيين والعلويين.

وقد سلط الوفد الضوء على تطورات مقلقة مؤخرًا، منها منشورات متطرفة تستهدف المسيحيين، وتدعوهم إلى تغيير دينهم قسرًا أو دفع الجزية، مما يعكس مدى خطورة الوضع.

وأكد الوفد في تصريحاته:
“نطالب الكونغرس الأمريكي بأن يجعل حماية المجتمعات المتنوعة في سوريا مبدأً جوهريًا في السياسة الأمريكية.”

وخلال سلسلة من اللقاءات والاجتماعات في إثنين وعشرين مكتبًا من مكاتب الكونغرس، قدم الوفد للمشرعين ومستشاريهم هذه الرؤية الحيوية في لحظة مفصلية من تفاعل الولايات المتحدة مع الملف السوري.