البطريرك يونان يتحدث عن التحديات التي تواجه المسيحيين في ظل الظروف الراهنة

screengrab ACIMENA

على خلفية الوضع السياسي والأمني الذي يشهده الشرق الأوسط، والذي يؤثر على مواطنيه عامةً، ومسيحييه خاصةً، تحدث غبطة بطريرك الكنيسة السريانية الكاثوليكية “مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان” عن التحوّلات السياسيّة الأخيرة في سوريا وانعكاسات الوضع الراهن في بلدان الشرق الأوسط على مسيحيّيه، لا سيّما في سوريا والعراق ولبنان.

إذ وصف غبطته الأوضاع في سوريا بأنّها لا تزال في مرحلة انتقالية مضطربة، معرباً عن قلقه إزاء الوضع المتوتّر في البلاد وتأثيره في المجتمع المسيحيّ خصوصاً.

وفيما يتعلّق بالتحدّيات التي تفرضها مُسَوَّدَة الإعلان الدستوريّ الجديد، بيّن غبطته أنّه في الوقت الذي كان فيه السوريون يميلون نحو اعتماد نظامٍ مدنيّ يفصل الدين عن الدولة، وُرِد في المُسَوَّدَة أنّ الفقه الإسلاميّ هو مصدر رئيس للتشريع، مضيفاً أن المسيحيين ومثلهم سائر الفئات الأخرى، يطالبون بمراجعةٍ جادّة لهذه المُسَوَّدَة، ليقدِّم الدستور الجديد سوريا بلداً عصريّاً قابلاً للتطوّر وممارسة الديمقراطيّة الصحيحة.

وفي شأن الحوار مع الإدارة الجديدة في سوريا، أكّد غبطة البطريرك “يونان” عدم وجود تواصل مباشر، لافتاً إلى أنّ اتّصالاته محصورة بالبطاركة هناك، موضحاً أنه عرض فكرة عقد لقاءٍ يضمّ بطاركة الشرق السبعة، لمراجعة الأوضاع الجديدة ولطمأنة المؤمنين المسيحيّين بأنّ الكنيسة تهتمّ بأمورهم ولا تنساهم.

وأكد غبطته حرص كنيسته على متابعة التطوّرات مِن كثب، ودعم أبناء رعاياها، وأبرَزَ أهمّية الوحدة والتضامن بين أفراد المجتمع المسيحيّ في مواجهة هذه التحدّيات، معربًا عن أمله في أن يؤدّي الحوار والتفاهم إلى حلول تضمن السلام والاستقرار لجميع المواطنين في سوريا.

وعلى صعيد الملفّ اللبنانيّ، أكّد غبطة البطريرك “يونان” ضرورة الاهتمام بالوضع الداخليّ للبلد لضمان أمن جميع مواطنيه واستقرارهم، وبينهم المسيحيّون. وشدّد على دور الحكومة الجديدة التي تؤكّد أهمّيّة الدولة في الدفاع عن لبنان وحفظ أمن المواطنين.

وأبدى غبطته تفاؤله بالمستقبل في العراق، داعياً إلى الحفاظ على الإيمان والرجاء بأنّ الله لن يتخلّى عن شعبه، رغم الصعوبات والتحدّيات.

كما تحدث غبطته عن تصاعد وتيرة هجرة المسيحيّين، لكن في الوقت نفسه، أكد غبطته على احترام حرّية أولاد الكنيسة في الاختيار، معرباً عن يقينه باستحالة تلاشي القيَم الكنسيّة الشرقيّة خارج الوطن الأمّ، نتيجة الاندماج في بيئات جديدة.