استمرار أعمال الترميم في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في الحسكة

الحسكة، شمال وشرق سوريا — تستمر أعمال الترميم في كاتدرائية مار جرجس للسريان الأرثوذكس في الحسكة بمقاطعة الجزيرة في إقليم شمال وشرق سوريا، والتي تهدف إلى إعادة الرونق التاريخي والمعماري للكاتدرائية التي شُيدت عقب مجازر السيفو بحق الشعب السرياني الآشوري من قبل الدولة العثمانية. 

وأكد مطران أبرشية الجزيرة والفرات، مار موريس عمسيح، أن الكاتدرائية أصبحت من أكبر الكنائس في الشرق الأوسط، وأشار إلى عدم تخليهم عن كنيستهم على الرغم مما شهدته المنطقة من حروب أدت إلى تدمير المعالم الدينية. 

وأضاف نيافته أنهم بدأوا أعمال الترميم منذ ثلاث سنوات لأنهم يؤمنون بأن التمسك بالأرض هو طريق الحياة، مشيراً إلى أنهم بترميم الكنيسة يعيدون ترميم الروح، ويجددون الأمل ويثبتون وجودهم في أرضهم التاريخية، مؤكداً أنها رسالة لكل من غادر للعودة والمشاركة في إعادة بناء الوطن والهوية. 

وأوضح قداسته أن هذه الكنيسة ليست رمزاً للمسيحيين فقط، بل تمثل تراثاً حضارياً وإنسانياً مشتركاً لكل مكونات المنطقة، منوهاً إلى أنه عندما تنتهي أعمال الترميم، سينظمون عرساً روحياً بحضور قداسة البطريرك مار أغناطيوس أفرام الثاني، بطريرك السريان الأرثوذكس في أنطاكيا وسائر المشرق. 

وتشمل أعمال الترميم البنية التحتية، والأبراج، والزخارف الداخلية، مع حرص شديد على الحفاظ على الطابع السرياني المعماري الأصيل الذي يجمع بين الفن البيزنطي والشرقي، في مشهد يحاكي الطقوس الروحانية القديمة. 

وتمتد كاتدرائية مار جرجس على مساحة تسعمئة وخمسون متراً مربعاً، وتضم قاعةً رئيسة تتسع لأكثر من ألف ومئتي مصل. كما تحتضن مقر كرسي مطران أبرشية الجزيرة والفرات، الذي يشمل مناطق الحسكة، ودير الزور، وأجزاء من الفرات.