إسرائيل تشنّ ضربات جوية واسعة على إيران وتستهدف قيادات عسكرية ونووية
تل أبيب / طهران — في تصعيد غير مسبوق يُعدّ الأعنف منذ الثمانينيات، أطلقت إسرائيل فجر الجمعة عملية عسكرية جوية واسعة النطاق تحت اسم عملية الأسد الصاعد، استهدفت من خلالها مواقع نووية وقيادات عسكرية رفيعة داخل الأراضي الإيرانية.
A statement from IDF Spokesperson BG Effie Defrin on the preemptive Israeli strike on Iranian nuclear targets pic.twitter.com/IJNT5LXz6o
— Israel Defense Forces (@IDF) June 13, 2025
وبحسب بيان صادر عن وزارة الدفاع الإسرائيلية، فقد شاركت أكثر من 200 طائرة حربية، مدعومة بعمليات تخريبية نفذها جهاز الموساد، في العملية التي طالت منشآت استراتيجية، من بينها منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز، وبُنى تحتية تتعلق بالصواريخ الباليستية، وأنظمة دفاع جوي، ومقرات سكنية لقيادات عليا.
The Israeli Air Force bombed Iranian ballistic missiles aimed at Israel in its strikes in Iran earlier today, the military says, publishing footage of the strike.
It also publishes a video of strikes on other weaponry in Iran. pic.twitter.com/q5KXxuScbC
— Emanuel (Mannie) Fabian (@manniefabian) June 13, 2025
وأكدت وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مقتل كل من قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال محمد باقري.
كما أفادت التقارير باستهداف علماء نوويين بارزين، بينهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي. وقد سُجِّلت خسائر بشرية في صفوف المدنيين، خاصة في كل من طهران ولورستان وتبريز.
من جانبه، دافع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن العملية، واصفاً إياها بـ “الضربة الاستباقية الضرورية” لدرء “التهديد الوجودي” الذي تمثّله التقدّمات النووية الإيرانية، مشيراً إلى معلومات استخباراتية تُفيد بأن طهران باتت تمتلك كميات كافية من اليورانيوم المخصب لصنع عدة رؤوس نووية.
Prime Minister Netanyahu:
“Moments ago, Israel launched Operation Rising Lion, a targeted military operation to roll back the Iranian threat to Israel’s very survival.This operation will continue for as many days as it takes to remove this threat.” pic.twitter.com/3c8oF1GCYa
— Prime Minister of Israel (@IsraeliPM) June 13, 2025
وردّت القوات الإيرانية بإطلاق أكثر من 100 طائرة مسيّرة نحو إسرائيل، حيث تم اعتراض العديد منها فوق العراق والأردن. وأعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن الضربة كانت “مؤلمة ومريرة”، متوعداً بـ “ردّ قاسٍ”.
۳ / رژیم صهیونی با این جنایت، برای خود سرنوشت تلخ و دردناکی تدارک دید و آن را قطعاً دریافت خواهد کرد.
سید علی خامنهای
۱۴۰۴/۳/۲۳https://t.co/UCc7PQzT2A— KHAMENEI.IR | فارسی 🇮🇷 (@Khamenei_fa) June 13, 2025
وشهدت منطقة الشرق الأوسط حالة من التأهب الأمني؛ فقد أغلقت إسرائيل مجالها الجوي وفرضت إجراءات طارئة، فيما علّقت عدة دول الرحلات المدنية وسط اضطرابات في حركة الطيران الإقليمي. كما ارتفعت أسعار النفط العالمية بشكل حاد نتيجة المخاوف من اندلاع مواجهة إقليمية أوسع.
وأكد الجيش الإسرائيلي أنه “يمسك بزمام الأمور”، رغم امتناعه عن الإعلان صراحة عن إسقاط جميع الطائرات المسيّرة. وقد رُفعت التحذيرات المدنية التي أصدرتها قيادة الجبهة الداخلية، مع استمرار بعض القيود على التجمعات العامة. وكانت صفارات الإنذار قد دوّت في مختلف أنحاء إسرائيل عند الساعة الثالثة فجراً، في خطوة قال الجيش إنها استندت إلى تقييمات أولية للتهديد.
وفي سياق متصل، ذكرت قناة “العربية” السعودية أن الحكومة اللبنانية أبلغت حزب الله بشكل صريح برفضها الانخراط في أي ردّ عسكري إيراني ضد إسرائيل، عقب الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية.
وجاء في التقرير أن “زمن تجاوز الدولة عند اتخاذ قرار الحرب قد انتهى”، مشيرة إلى أن السلطات اللبنانية حمّلت الحزب المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد قد يجرّ البلاد إلى مواجهة مدمرة.
الرد الدولي ومخاطر اندلاع حرب أوسع
جاءت ردود الفعل من المجتمع الدولي سريعة ومتباينة. ففي حين دعا العديد من الحلفاء الغربيين إلى التهدئة، دافع وزير الخارجية التشيكي يان ليبافسكي عن العملية الإسرائيلية.
وقال ليبافسكي في مؤتمر صحفي في براغ: “أرى أن هذه كانت ردة فعل معقولة من دولة إسرائيل تجاه تهديد محتمل بقنبلة نووية”. وأشار إلى أن دعم إيران لحزب الله وحماس، إلى جانب طموحاتها النووية، لم يترك لإسرائيل خيارات كثيرة.
وأضاف: “لطالما أخفقت إيران في الوفاء بالتزاماتها تجاه المجتمع الدولي… وتستخدم خطابًا يهدف إلى تدمير دولة إسرائيل”. وتظل التشيك واحدة من أبرز الداعمين لإسرائيل في أوروبا، رغم الانتقادات الموجهة لإسرائيل بسبب أفعالها في غزة عقب هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023.
وأكد الجيش الإسرائيلي بعد ظهر الجمعة أن الضربات الإسرائيلية شملت على ما يبدو هجمات دقيقة استهدفت أنظمة صواريخ باليستية كانت موجهة نحو إسرائيل، ونشر لقطات مصورة للهجمات. كما أظهرت مقاطع أخرى انفجارات ثانوية في ما يُشتبه بأنها مصانع أسلحة إيرانية.
وتشير التقديرات إلى أن العملية اعتمدت على أشهر من جمع المعلومات الاستخباراتية، حيث وصف مسؤول عسكري لصحيفة الغارديان الهجوم بأنه مشابه لـ “استراتيجية قطع الرأس” التي استخدمتها إسرائيل سابقاً ضد حزب الله، والمتمثلة في تصفية القيادات وشلّ قدرات الرد العسكري قبل انطلاقها.
ورغم تأكيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA) عدم وجود تهديد إشعاعي فوري، إلا أن مصادر دبلوماسية حذّرت من أن الضربات قد تُقوّض المباحثات الجارية في سلطنة عمان بشأن إحياء الاتفاق النووي لعام 2015.
ويُذكر أن إسرائيل كانت قد نفذت في أكتوبر 2024 سلسلة ضربات استهدفت مصانع صواريخ إيرانية ومنظومات دفاع جوي، كما دمّرت منشأة نووية سرّية قرب بارشين، في إطار استراتيجية أوسع تهدف إلى تحييد القيادة العسكرية والبُنى التحتية الدفاعية الإيرانية.
جهود إخماد حرائق اللاذقية مستمرة.. والإدارة الذاتية تسيّر قافلة دعم نحو مناطق الحرائق
اللاذقية، سوريا — لاتزال الحرائق التي اندلعت في مدينة اللاذقية، الخميس الفائت، والتي اجتاح…