‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

بلدية سودرتاليا تصدر قراراً بشأن النصب التذكاري لمجازر سيفو

سودرتاليا –  في خطوة وُصِفَت بالتاريخية، أصدرت بلدية سودرتاليا السويدية قراراً بإقامة نصب تذكاري يخلد ذكرى الإبادة التي استهدفت الشعوب المسيحية في عام ألف وتسعمائة وخمسة عشر، والمعروفة باسم مجازر “سيفو”. جاء هذا القرار تتويجاً لسلسلة طويلة من الاجتماعات والحوارات التي احتضنتها قاعات البلدية، إذ تباينت وجهات النظر مراراً حول الشكل الأمثل لتصميم النصب وكيفية اختيار الأسماء التي سيحملها، قبل أن تتلاقى الآراء على تسمية تدمج الشعب السرياني–الكلداني–الآشوري مع الأرمن واليونانيين، على أن يعلو النصب صليبٌ رمزُ الانتماء الروحي والذاكرة المشتركة.

على رغم أن ملكية هذا الصرح الثقافي تعود للملكة السويدية، فقد حظيت بلدية سودرتاليا بدور محوري في بلورة الفكرة وإقرار تفاصيلها، فيما ستتولى الحكومة مركزياً مهمة الإشراف على بنائه وتمويله. ويتوقع أن تحظى موافقة المجلس البلدي النهائية خلال الأيام المقبلة، مما يمهد لانطلاق أعمال الإنشاء وتسريع إجراءات المناقصة واختيار الفنانين والمهندسين الذين سيترجمون هذا المشروع إلى واقع ملموس.

أما موعد الافتتاح الرسمي، فقد تم الاتفاق على أن يكون في أوائل ربيع العام ألفين وستة وعشرين، لينسجم مع مناسبات التذكر التي يحتفل بها أبناء الجاليات المسيحية حول العالم. وتقول غوليستان عيسى، الناشطة في منظمة “أون بونتي بير” الإيطالية، إن هذا النصب لا يكتفي بإطلاق لافتة تذكارية، بل يمثل صرخة مدوية بأن المجازر التي حُفرت في ذاكرة الشعوب لا يجوز أن تسقط في غياهب النسيان.

وسط تواتر الانشغالات السياسية والصراعات التي تعصف بالمنطقة، يعلو صوت سودرتاليا من قلب أوروبا، ليقول إن واجبنا تجاه الضحايا يفرض علينا حراسة الذاكرة وحمايتها من السعي الطامع إلى محوها. وهنا، لا يكتفي الإجراء بمعالم حجرية ومعدنية، بل يتعداه إلى تأكيد مسؤولية الجماعات والأفراد في التسلح بالوعي، لمنع تكرار أي جرائم تطال شعباً أو يُمحى من سجل التاريخ.

‫شاهد أيضًا‬

جهود إخماد حرائق اللاذقية مستمرة.. والإدارة الذاتية تسيّر قافلة دعم نحو مناطق الحرائق

اللاذقية، سوريا — لاتزال الحرائق التي اندلعت في مدينة اللاذقية، الخميس الفائت، والتي اجتاح…