مجلس بيث نهرين القومي يصدر بياناً بمناسبة الذكرى العاشرة بعد المائة لمجازر سيفو
بيث نهرين – أصدر المجلس الرئاسي لمجلس بيث نهرين القومي بياناً وطنياً حمل عنوان “نضالنا للتعريف بالإبادة الجماعية مستمرّ”، وذلك في الذكرى المائة والعاشرة لمجازر سيفو. جرت مراسيم الإعلان في قاعة الاجتماعات بمقر المجلس، حيث اجتمع أعضاؤه للوقوف على تراكم المآسي التي عاشها الشعب السرياني–الكلداني–الآشوري-الآرامي في أطراف طور عبدين وديار بكر وميادين الكر والطوبيا وغيرهما من مدن ومناطق بيث نهرين قبل أكثر من قرن.
أشار البيان إلى أن الاعتراف التركي بإرث الدولة العثمانية وتأييد قيامها لا ينسجم مع تحمل المسؤولية عن جرائم إبادة إبّان الحرب العالمية الأولى. وأكد المجلس أن من يبارك تأسيس تلك الإمبراطورية عليه اليوم أن يواجه قضية مجازر سيفو، ويدفع الثمن القانوني والأخلاقي عن ذبح آلاف المسيحيين بسبب هويتهم ومعتقداتهم واختلافهم الثقافي.
وتناولت الوثيقة التدمير المنهجي للكنوز الثقافية والاقتصادية والعلمية للشعوب المسيحية الأصلية في الجزيرة الفراتية والأناضول. فخلال صيف عام ألف وتسعمائة وخمسة عشر، خُططت عمليات التهجير القسري ومحارق الجماجم وإجبار ألوفٍ على التخلي عن لغتهم وارتداء زي جديد، كي تختفي معالم وجود أقدم حضارة في الشرق الأزرق. ورأى المجلس في هذا التزوير القسري أعظم جريمة ضد الإنسانية، لا تقل عن عمليات الإبادة المتعمدة بحق أي شعبٍ من الشعوب.
وعدّ البيان أن إنكار تركيا لهذه الجريمة القومية لا يطفئ النار ولا يعيد للضحايا كرامتهم. فطالما واصلت برفضها تحرير حقائق تلك الحقبة السوداء، فإن المأساة تستمر، والدمار يبقى شاهداً على فظاعة ذلك المخطط. وحذّر المجلس من أن الاستمرار في نهج “قوميةٍ واحدة ودينٍ واحد” لن يحقق سوى المزيد من الانقسامات والخيبات.
وذكر المجلس أنّه في حلقات نضال امتدت لعقود، جُرِّدت ذاكرة الشعب السرياني من دفاترها الرسمية، فخرجت القضية إلى المحافل الدولية وتصدّرت عناوين الكتب والمقالات والندوات. وقد اعترفت عدة دول بجرائم سيفو، وإذ يفتخر المجلس بهذه المكتسبات، فإنه يرى أنّ الطريق لم يكتمل بعد؛ فرفع دعوى المحاسبة وفتح دفاتر العدالة لم يصل إلى مبتغاه في أنقرة بعد.
ولطالما كان يوم الخامس عشر من حزيران وقع خاص على نظراء سيفو؛ إذ شهد هذا الشهر ذروة الانتهاكات والقتل المنهجي في القرى المسيحية العامرة. ومنذ عام ألفين وخمسة عشر، تحوّل هذا التاريخ إلى يوم تظلّ فيه رايات سيفو خفاقة في كل بقاع الشتات، وصرخة تُطلقها الجاليات من الوطن والمهجر على حدّ سواء.
وختم البيان بنداءٍ موحّد: دعوة أبناء شعبنا للمشاركة الواسعة في فعاليات إحياء ذكرى سيفو في كل من بيث نهرين ومخيمات الشتات. وتأكيد على رفض التطهير الديموغرافي ومساعي طمس الهوية التي ما تزال تنخر في جسد تاريخنا الجماعي. كما خاطب البيان المجتمع الدولي للضغط السياسي والقانوني والاقتصادي على أنقرة، حتى تعترف بالواقع وتفتح ملفات العدالة المهملة منذ أكثر من قرن.
وبين الدعوات والإدانات، وقف الحاضرون دقيقة صمت احتراماً لشهداء سيفو، قبل أن يرفرف الصليب إلى جانب يافطات تحمل أسماء القرى التي بادت منها الشعوب المسيحية، كعهدٍ لا ينكسر باستعادة الذاكرة وحماية ما تبقى من أرضٍ وتراث.
براك: حزب الله مسألة لبنانية.. ولا أحد سيبقى يفاوض بيروت للأبد
بيروت — في تصريحات لقناة LBC اللبنانية، قال المبعوث الأميركي توماس باراك “لا أحد سي…