افتتاح النُصب التذكاري لشهداء سيفو في قبري حيووري: ذاكرة حاضرة ومقاومة مستمرة
قبري حيووري (القحطانية) شمال وشرق سوريا – بمناسبة الذكرى السنوية العاشرة بعد المئة للإبادة الجماعية (سيفو)، نظّم حزب الاتحاد السرياني في بلدة قبري حيووري (القحطانية) فعاليةً جماهيرية، تضمنت مسيرة شموع ووضع حجر الأساس للنُصب التذكاري تخليداً لضحايا الإبادة الجماعية التي ارتُكبت بحق الشعب السرياني الكلداني الآشوري على يد الدولة العثمانية عام 1915.
استُهلّت الفعالية بتجمّع حاشد أمام كنيسة السيدة العذراء للسريان الأرثوذكس، تخللته دقيقةُ صمتٍ إجلالاً لأرواح الشهداء، تلتها صلاة التشمشت التي ترأسها الأب سمعان عيسى. بعدها انطلقت مسيرة شموع باتجاه حي القجلة، حيث قُدّمت نبذة تعريفية بإبادة السيفو، وأُلقيت كلمات عبّرت عن معاني الذكرى ومكانتها التاريخية والروحية في الوجدان الجمعي لشعبنا.
وألقى فرج ماروكي كلمة باسم أهالي قبري حيووري( القحطانية)، ثم قُرئ بيان حزب الاتحاد السرياني بصوت فايا أرديش، الرئيسة المشتركة لفرعية الحزب في البلدة، حيث جاء فيه أن الإبادة الجماعية (سيفو) لم تكن حدثاً عابراً، بل محاولةً وحشيةً لاقتلاع شعبٍ بأكمله من أرضه، وطمس لغته وهويته وثقافته. وأكد البيان أن ما يزيد على ثلاثمئة ألف إنسان سرياني قُتلوا، ودُمرت الكنائس، واغتُصبت النساء، وذُبِحت الطفولة على أبواب القرى، لا لذنب سوى أنهم كانوا سرياناً.
وأضاف البيان أن النُصب التذكاري ليس مجرّد عمل رمزي، بل هو تعبير حيّ عن مقاومة شعب ما زال ينبض بالحياة، ونداء مفتوح للمجتمع الدولي بضرورة الاعتراف الرسمي بجريمة الإبادة، والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها وكل من دعموهم أو التزموا الصمت إزاءها.
واختُتمت الفعالية بقصّ شريط افتتاح النُصب وإشعال الشموع، تلاه عرض فيلم وثائقي تضمّن سرداً لمجريات المجازر وشهادات مؤثرة من الناجين وذريّتهم.
هذا الحدث يأتي في سياق جهود متواصلة لترسيخ الذاكرة الجماعية وتكريس الحق التاريخي والإنساني للشعب السرياني الكلداني الآشوري، الذي لا يزال رغم المحن متمسكاً بجذوره، وثقافته، وإيمانه بقضيته العادلة.
جهود إخماد حرائق اللاذقية مستمرة.. والإدارة الذاتية تسيّر قافلة دعم نحو مناطق الحرائق
اللاذقية، سوريا — لاتزال الحرائق التي اندلعت في مدينة اللاذقية، الخميس الفائت، والتي اجتاح…