علماء الآشوريين يحثون اليونان على الاعتراف بإبادة سيفو

اثينا – عُقد مؤتمر بعنوان “١٩١٥–٢٠٢٥: مئة وعشرة أعوام على الإبادة الجماعية” يومي ١٣ و١٤ يونيو/حزيران في العاصمة اليونانية أثينا. وقد نُظم المؤتمر بالتعاون بين وزارة التعليم اليونانية، وأمانة الشؤون الدينية العامة التابعة لها، وجامعة أرسطو في سالونيك، والاتحاد الآشوري اليوناني. وخلال المؤتمر، نوقشت جوانب مختلفة من إبادة سيفو، ومسارها الطويل وأسبابها، وكيف يؤثر إنكار الدولة التركية لها على سياساتها. 

وفي مساهماتهم وبيانهم الختامي، وجه الباحثون، ومن بينهم البروفيسور الفخري ديفيد غونت (جامعة سودرتورن ستوكهولم)، وشابو تالاي (جامعة برلين الحرة)، وسابرو بينجارو (مركز سيفو)، وأناهيت خسرويفا (جامعة هارفارد)، ونيكولاس الجيلو (إسطنبول/نوهادرا)، نداءً عاجلاً إلى الحكومة اليونانية للاعتراف بالإبادة الجماعية السريانية في سيفو.  

  اعترفت اليونان رسميًا بالإبادة الجماعية للأرمن واليونانيين (البونتيك)، لكنها لم تعترف بإبادة سيفو للسريان (الآراميين-الآشوريين-الكلدان). يُعدّ اعتراف اليونان الرسمي بإبادة سيفو ذا أهمية قصوى، إذ تعرّضت الشعوب الثلاثة لنفس الإبادة الجماعية على يد النظام العثماني نفسه، وعلى يد الدولة  نفسها.و صرّحت أناهيت خسرويفا لأوزاي بولوت، الكاتبة في مجلة “المحافظين الأوروبيين”، بأنّ إبادة سيفو “كانت مدفوعة بدوافع قومية ودينية مشتركة. وفي هذا السياق، لا يُعدّ الاعتراف مسألة دقة تاريخية فحسب، بل مسألة تضامن ومسؤولية أخلاقية أيضًا”. خسرويفا باحثة آشورية من أرمينيا، وهي حاليًا باحثة زائرة في لغات وحضارات الشرق الأدنى بجامعة هارفارد. 

وصرح كيرياكوس باتساراس، رئيس الاتحاد الآشوري في اليونان، لصحيفة المحافظين الأوروبيين: “نؤمن بأهمية اعتراف اليونان رسميًا بالإبادة الجماعية لشعبنا. أولًا، لأن نضال الآشوريين في اليونان سيُبرَّر أخيرًا، وثانيًا، لأنه عند حدوث ذلك، ستكون اليونان من بين دول الاتحاد الأوروبي التي ستعترف رسميًا بالإبادة الجماعية الآشورية“. 

  سابرو بنجارو، الباحث في الإبادة الجماعية السريانية ورئيس مركز سيفو  في بيان على صفحته على فيسبوك، أدان  

تركيا لانتهاجها سياسة إنكار صارمة منذ تأسيس الجمهورية التركية عام ١٩٢٣: “بصفتها الخليفة القانوني والسياسي للإمبراطورية العثمانية، تُواصل جمهورية تركيا سياسة الإنكار، رافضةً الاعتراف بالإبادة الجماعية المرتكبة ضد سكانها المسيحيين – على الرغم من الوثائق التاريخية الساحقة والإجماع العلمي…” ودعا بنجارو الدولة التركية إلى التصالح مع الإبادة الجماعية و”مواجهة هذا الماضي المؤلم“.