‫‫‫‏‫11 ساعة مضت‬

كاهن قرية المسيحيين الأخيرة في الضفة الغربية: “نعيش تحت نيران المستوطنين بشكل دائم”

الطيبة، الأرض المقدسة — لم تعد قرية الطيبة، آخر قرية فلسطينية مسيحية بالكامل في الضفة الغربية، مكانًا آمنًا، في ظل تواصل هجمات المستوطنين اليهود العنيفة على القرى والممتلكات الفلسطينية في محيطها. وقال الأب بشار فواضله لوكالة AsiaNews: “نحن نعيش تحت نيران المستوطنين بشكل دائم، وتحت نيران متبادلة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي”. ومنذ عام 2021، يشغل الأب فواضله منصب كاهن رعية كنيسة المسيح الفادي، التابعة للبطريركية اللاتينية في القدس.

الطيبة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 1300 نسمة، وتقع على بُعد 30 كم شمال القدس و15 كم شمال شرق رام الله، تُعد آخر قرية مسيحية محاطة بقرى وبلدات فلسطينية، وعدة مستوطنات يهودية. وأشار الأب فواضله إلى أنه منذ أكتوبر 2024، غادرت أكثر من 10 عائلات الطيبة بسبب تزايد أعمال العنف. 

وفي الأيام الأخيرة، تعرّض سكان الطيبة من الكاثوليك اللاتين والروم الأرثوذكس لهجمات جديدة من قبل المستوطنين على القرى الفلسطينية المجاورة. ففي 25 يونيو، هاجم عشرات المستوطنين قرية كفر مالك القريبة. وبحسب الصحفي إيهاب حسن، ظهر مستوطنون يهود مقنّعون، مدعومين من جيش الاحتلال، مسلحين في القرية، حيث أضرموا النيران في المنازل والسيارات، وأطلقوا النار على السكان، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وإصابة تسعة آخرين، بينهم حالة حرجة. 

الضفة الغربية، التي تخضع للسلطة الفلسطينية، تعيش حالة من الاضطراب منذ 7 أكتوبر 2023، عندما شنّت حركة حماس هجومًا على إسرائيل من قطاع غزة. وتأتي سلسلة الهجمات الحالية في أعقاب الحرب الجوية بين إسرائيل وإيران. وقد صعّد المستوطنون اليهود المتطرفون، الذين يسعون لطرد المسلمين والمسيحيين من الضفة الغربية التي يعتبرونها “أرض الميعاد”، من هجماتهم العنيفة في الآونة الأخيرة. 

وقال الأب فواضله في تصريح لوكالة ACIMENA: “في مساء يوم أمس [الأربعاء]، هاجم مستوطنون منازل في دوّار كرميلو، الواقع عند المدخل الشرقي لقرية الطيبة”. وأضاف: “تزامن ذلك مع هجوم عشرات المستوطنين على قرية كفر مالك المجاورة، والذي أسفر عن استشهاد ثلاثة أشخاص وحرق العديد من المركبات والمنازل”. 

واختتم الأب فواضله حديثه قائلًا: “نعيش ظروفًا صعبة جدًا، لكننا لسنا خائفين من البقاء في أرضنا. نحن لا نخاف من القتلة. نحن شعب يحب أرضه، ولن نتخلى عنها أبدًا”. 

ولا يزال من غير الواضح إلى متى ستستمر الحكومة الإسرائيلية، التي تضم أحزابًا يهودية متطرفة، في حماية المستوطنين المتطرفين. لكن ما هو مؤكد أن الفلسطينيين ليسوا وحدهم من يتعرضون لعنف المستوطنين، بل إن المسيحيين أيضًا يُدفعون لمغادرة موطنهم التاريخي الذي عاشوا فيه قرونًا. 

‫شاهد أيضًا‬

فيينا تستضيف الحفل السنوي الحادي والعشرين لتأسيس فضائية سورويو

فيينا — أقامت فضائية سورويو خلال العام الماضي، حفلها السنوي العشرين خلال احتفاليتين، انطلق…