‫‫‫‏‫4 ساعات مضت‬

في دارمسوق، صلوات ودموع بينما ينعى مسيحيو سوريا شهداء كنيسة مار إلياس

دارمسوق (دمشق) – في كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس، الواقعة في حي الدويلعة بدارمسوق (دمشق)، اجتمع العشرات من المصلين صباح اليوم الجمعة، للصلاة عن أرواح ثلاثة عشر شهيدًا قضوا في الهجوم الإرهابي الوحشي الذي استهدف الكنيسة يوم الأحد. كان الجو مشبعًا بالحزن، لكنه لم يخلُ من الإيمان العميق والعزيمة الصلبة.

قاد عدد من الكهنة المراسم الدينية التي اتسمت بروحانية عالية، فيما اصطف المؤمنون جنبًا إلى جنب، يحملون الشموع ويهمسون بأسماء أحبّائهم الذين غادروهم إلى الأبد. كان الحزن حاضرًا بقوة، ولكن كذلك كانت الكرامة، ورفض الخوف، والإصرار على أن تبقى هذه الكنيسة بيتًا حيًا للإيمان.

قال جوزيف داوود، أحد أصدقاء الشهداء: “جاؤوا ليصلّوا فقط. لم تكن لديهم أي تهمة سوى إيمانهم. لقد استُهدفوا في أقدس الأماكن، ولن نسمح بنسيانهم.”

لم يكن الحاضرون هناك للحداد فقط، بل للتضامن مع المجتمع المسيحي في سوريا – مجتمع أثقلته المصائب مرارًا وتكرارًا، وغالبًا من دون حماية تُذكر. كان الهجوم على كنيسة مار إلياس رسالة دموية تهدف لبثّ الرعب، لكن الرسالة الأقوى التي خرجت من الكنيسة مساء الإثنين كانت رسالة صمود ووحدة.



ريتا إلياس، إحدى قريبات الشهداء، كانت تحمل صليبًا خشبيًا بيديها المرتجفتين، وقالت: “أرادوا أن يكسرونا، لكننا اليوم أقوى. نحن معًا، ولن نتراجع.”

رنّت أجراس الكنيسة بحزن نبيل، فيما ارتفعت الصلوات لأجل الراقدين. وتحدث الكهنة في عظاتهم ليس فقط عن الألم، بل عن الأمل – الأمل في أن لا تمر هذه اللحظة السوداء مرور الكرام، بل أن توقظ الضمير الوطني والدولي لحماية المسيحيين في سوريا، كشركاء أصيلين في هذا الوطن.

من سوريا ومناطق الشتات، حمل المسيحيون أحزانهم، ولكنهم حملوا معها مطالبهم أيضًا: العدالة، والحماية، والاعتراف بآلامهم. هذا الهجوم لم يكن الأول، لكنه قد يكون الأكثر وقعًا، لأنه جسّد الحاجة المُلحة لاحتضان هذا المكون الأصيل.

بعد انتهاء الصلاة، وقف البعض في باحة الكنيسة يتشاركون الذكريات، الدموع، والعهد بأن تبقى ذكرى الشهداء حيّة في قلوبهم. وفي هذا الوقوف الصامت، كان صدى الروح المسيحية السورية حاضرًا بقوة لا تُكسر

‫شاهد أيضًا‬

فيينا تستضيف الحفل السنوي الحادي والعشرين لتأسيس فضائية سورويو

فيينا — أقامت فضائية سورويو خلال العام الماضي، حفلها السنوي العشرين خلال احتفاليتين، انطلق…