‫‫‫‏‫9 ساعات مضت‬

عندما تصبح الحقيقة جريمة

بقلم: بسام إسحاق


بعض الانتقادات التي وُجّهت إلى كلام غبطة البطريرك يوحنا العاشر خلال جنازة شهداء كنيسة مار إلياس في دارمسوق (دمشق) تكشف عمق الأزمة التي نعيشها: هناك من يفضل الصمت على قول الحقيقة، ومن يختار التستر على الجرائم بدل مواجهتها.

البطريرك لم يحرض على الكراهية — بل قال الحقيقة. لم يتهم أحداً زوراً، بل طالب بالمحاسبة على جريمة إرهابية وقعت داخل كنيسة، أثناء الصلاة، وبعد تهديدات معروفة.

لكن أحياناً، ما لا يُقال يكون أخطر مما يُقال.

الرد العنيف على البطريرك ليس مجرد رفض لكلماته — بل هو رفض لحق المجتمع المسيحي في قول “لا”.

“لا” للوصاية.

“لا” لقوافل الدعوة التي انتهكت العقد الاجتماعي التاريخي بين المسيحيين والمسلمين في سوريا، ذلك العقد القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الدينية والروحية للطرف الآخر.

وحين رفض المسيحيون السوريون هذه القوافل، جاء الرد بالدم. وكان الرد على هذا الرد، كلمة حق — من قلب كنيسة حزينة.

كلمات البطريرك لم تكن مجرد رثاء، بل إعلان لبداية جديدة — عهد جديد سيتشكل في الأيام القادمة، قائم على الصدق بين مكونات سوريا، لا على الخضوع.

محاولات إسكات البطريرك أو اتهام من يؤيده بإشعال الفتنة ستفشل. لقد انطلق القطار — من كنيسة مار إلياس — ولن يعود إلى الوراء.

نحن نشهد بداية مرحلة جديدة في علاقات السوريين على اختلاف أطيافهم.

والطريق إلى الأمام يبدأ بقول الحقيقة.


تنويه: الآراء ووجهات النظر الواردة في هذا المقال هي آراء الكاتب, و لا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية لموقع SyriacPress أو موقفه اتجاه أي من الأفكار المطروحة.

‫شاهد أيضًا‬

العدو

بقلم: أمين جول إسكندر | رئيس الاتحاد السرياني الماروني – طور ليفون ورئيس العلاقات الخارجية…