دير المخلّص المقدّس في غوسطا
غوسطا، لبنان – تقع بلدة غوسطا على ارتفاع حوالي 950 مترًا فوق مستوى سطح البحر في محافظة جبل لبنان. في العصر الحديث، تُعد غوسطا مسقط رأس الرسام داود قرم (1852–1930)، والصحفي ومؤسس وكالة الأنباء اللبنانية فيليب زيادة (1909–2005)، وهي أيضًا مثوى جوسلين خويري الأخير. كما احتضنت غوسطا مقر جماعة المرسلين اللبنانيين الموارنة، بمقرها الأول: دير المخلّص المقدّس وكنيسته الجديدة، يوحنا حبيب. وقد سُمّيت الكنيسة تيمنًا بمؤسس الدير، يوحنا حبيب، أول قاضٍ مسيحي معروف في جبل لبنان (توفي عام 1894)، الذي دُفن فيها. انتقلت الجماعة منذ ذلك الحين إلى جونيه، لكن الدير لا يزال قيد الاستخدام، وهو معلمٌ مقدسٌ ومصدر فخر لتاريخ غوسطا الديني العريق.
في حلقة خاصة من برنامج “من لبنان”، سافرت رانيا زهرة شربل، من قناة سورويو، إلى غوسطا (بالسريانية: “مأوى“)، وسلّطت الضوء على تاريخه الديني الغني، وأهميته كوجهة للسياحة الروحية والدينية.
يشرح الأب أندريه غاوي أصول الدير. ففي عام 1721، تأسست جماعة في موقع الدير الحالي على يد رهبان أرمن كاثوليك، وفي عام 1865، اشترى المطران السرياني الماروني مار يوحنا حبيب الدير بعد رحيل الرهبان الأرمن إلى بزمار القريب. وعلى مدى عقود، أصبح الدير المُرمَّم، بما في ذلك الأراضي المحيطة به، موطنًا لأنشطة الكنيسة السريانية المارونية التبشيرية، لتعزيز الإيمان الكاثوليكي والموارني.
يُشتق الاسم العربي لدير “المخلّص الكريم” من كروم العنب (بالسريانية: “كرمو”) التي كانت تُحيط بالدير. ولذلك، يُلقب المبشّرون المرتبطون بالدير بـ”الكريمية” (أي “أهل الكريم”).
يضم القسم الثاني من الدير كنيسة يوحنا حبيب، وهي كنيسة كبيرة افتُتحت عام 2018 وتتسع لحوالي 700–800 شخص. وبجوارها يقع مركز إعادة التأهيل الذي بُني حديثًا، وهو منشأة مخصصة لإعادة تأهيل المدمنين.
وفي فناء الدير، يمكن للزوار مشاهدة صورة تاريخية لرهبان العصور الماضية، بالإضافة إلى غرفة مؤسس الدير، التي تحوّلت الآن إلى غرفة صلاة. كما يضم الدير مجموعة رائعة من ذخائر قديسين – حوالي 350 قطعة – لكل منها تاريخها الفريد، جلبها المبشّرون من جميع أنحاء العالم على مرّ القرون.
داخل الكنيسة، لا تزال ثلاث أيقونات قديمة تعود إلى عصر الرهبان الأرمن تزين الجدران. من بينها أيقونة “الثالوث المتألّم”، التي ترمز إلى الاعتقاد اللاهوتي بأن الآب والروح القدس قد تحمّلا الألم مع الابن المصلوب. أيقونة أخرى هي أيقونة المهد، المنقوشة بالأرمنية بعبارة: “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام”. أما الأيقونة الثالثة – التي يُعتقد أنها الأقدم – فتُنسب إلى القديس لوقا الإنجيلي، وتصور العذراء مريم تحمل الطفل يسوع، وثلاثة نجوم ترمز إلى عذريتها الدائمة: قبل الولادة، وأثناءها، وبعدها.
على مر السنين، خضعت كنيسة يوحنا حبيب لتوسيعات وترميمات للحفاظ على دورها كشاهد روحي وتاريخي حيّ. واليوم، تقف شاهدةً على الإيمان والصمود – وهي من أثمن كنوز لبنان التي صمدت في وجه ويلات الحرب والاضطهاد والزمن.
قصف إسرائيلي يستهدف مناطق عدة جنوبي لبنان ويوقع إصابات
لبنان- وسط توتر شعبي وخوف من تصعيد ميداني جديد على الحدود بين جنوب لبنان وإسرائيل، نفذّت ط…