الولايات المتحدة ترفع رسميًا العقوبات عن سوريا

واشنطن العاصمة — في 30 يونيو 2025، رفعت الولايات المتحدة رسميًا العقوبات المفروضة منذ فترة طويلة على سوريا، في تحول سياسي كبير يهدف إلى تعزيز الإغاثة الإنسانية والاستقرار الإقليمي. وقد وقع الرئيس دونالد ترامب أمرًا تنفيذيًا بإلغاء العقوبات، بعد أشهر من المداولات والدعوات الدولية.   

يمثّل القرارُ الذي أعلن عنه البيتُ الأبيضُ تحولًا كبيرًا عن سياسة السنوات الماضية، التي شهدت فرضَ إجراءات تقييدية صارمة على الحكومة السورية والفصائل المسلحة بسبب انتهاكات حقوق الإنسان خلال الحرب الأهلية السورية. ووصفت إدارةُ ترامب هذه الخطوةَ في بيانٍ رسمي بأنها “ضرورية لمعالجة الاحتياجات الإنسانية الملحة للشعب السوري”، ولتعزيز مسارات الحوار السياسي في المنطقة. 

يُزيل القرار الحواجز أمام التجارة والمعاملات المالية وإيصال المساعدات التي كانت تعيق جهود التعافي في البلاد التي أنهكتها الحرب. ومن المتوقع أن يشهد الاقتصاد السوري، الذي تضرر بشدة بسبب سنوات من الصراع والعزلة الاقتصادية، تحسنًا فوريًا مع حصول المنظمات الدولية والشركات على وصول أكبر إلى المنطقة.

وفي بيان صحفي، علق وزير الخزانة سكوت بيسنت على هذا القرار قائلا: إن هذا القرار سيمكن من “تقديم مساعدات إنسانية ملحة ويدعم مسار سوريا نحو إعادة الإعمار والاستقرار”. وأكد أن وزارة الخزانة ستتابع الوضع عن كثب لضمان وصول الموارد إلى المستفيدين المقصودين مع الحفاظ على إجراءات المساءلة.

أعرب بعض المشرعين الأمريكيين عن مخاوفهم من أن القرار قد يقلل من النفوذ على الحكومة السورية فيما يتعلق بالإصلاحات الديمقراطية والمساءلة عن الجرائم السابقة. وأشارت شبكة سي بي إس نيوز، كما نقلت رويترز، إلى شكوك بين بعض صانعي القرار الذين يخشون أن يؤدي القرار إلى اضطراب في ديناميكيات القوى الإقليمية وعواقب غير مقصودة.

دافعت الإدارة عن استراتيجيتها، حيث قال الرئيس ترامب: “هذه لحظة للتغيير، وللسلام، وللأمل في منطقة عانت الكثير من المعاناة”. كما أكد على أهمية التعاون الدولي لضمان تحقيق هذه المبادرة لأهدافها.

بينما لا يزال التأثير الكامل للقرار غير واضح، إلا أنه يمثل لحظة محورية في العلاقات الأمريكية-الشرق أوسطية، مما يشير إلى تحول محتمل نحو المشاركة وإعادة الإعمار بعد سنوات من الصراع والقطيعة.