‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

سرايا أنصار السنّة تُصدر تهديدات خطيرة لمسيحيي سوريا

دارمسوق رفعت جماعة متطرفة تُدعى “سرايا أنصار السنّة” منسوب التهديدات بشكل خطير ضد المجتمع المسيحي المحاصر في سوريا، وذلك من خلال بيان مرعب نُشر على قناتهم في تطبيق تليغرام عقب الهجوم الانتحاري المروّع الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم (الأرثوذكس) في دارمسوق (دمشق). 

وجاء في البيان: “القادم أسوأ. سنقتل رجالكم، ونُرمّل نساءكم، ونُيتّم أطفالكم.” 

هذا التصريح يشير إلى تصعيد مروّع في العنف الطائفي الذي يستهدف المجتمعات الدينية في سوريا ما بعد الأسد.



في 21 حزيران/يونيو، وبينما كان القدّاس المسائي يجري في كنيسة مار إلياس، اقتحم إرهابي مسلح برشاش وسترة ناسفة الحرم المكتظ — حيث قُدِّر عدد الحضور بنحو 350 شخصاً — وفتح النار قبل أن يُفجّر نفسه. أسفر الهجوم عن استشهاد 29 شخصاً وإصابة أكثر من 60 آخرين، ليُعدّ الأكثر دموية ضد المسيحيين في دارمسوق (دمشق) منذ عقود. 

ألقت السلطات السورية باللوم سريعاً على تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، مشيرة إلى صلات محتملة بخلية نائمة داخل مخيم الهول. إلا أن جماعة سرايا أنصار السنّة، وهي جماعة سلفية جهادية تشكّلت في وقت سابق من هذا العام من منشقين عن هيئة تحرير الشام، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم بعد أيام، وكشفت اسم الانتحاري: محمد زين العابدين، واعتبرت العملية بمثابة “عقاب” على ما وصفته بـ استفزاز” من قبل المصلين. 

منذ ظهورها في فبراير/شباط 2025، تبنّت الجماعة عدة هجمات طائفية استهدفت العلويين والدروز والشيعة، ضمن حملة عنيفة لفرض عقيدتها السلفية المتطرفة في أنحاء سوريا. ويعتقد الخبراء أنها إما جناح تابع لداعش أو فصيل متشدد انفصل عن هيئة تحرير الشام بعد اعتبار الأخيرة متساهلة في تطبيق الشريعة. 

التهديدات الجديدة للمسيحيين، إلى جانب توسع نشاط الجماعة، تعكس تصعيداً مقلقاً. وقد اعتقلت القوات الأمنية السورية عدداً من المشتبه بهم تحت ضغط دولي متزايد، إلا أن علاقاتهم التنظيمية الحقيقية لا تزال غير واضحة. 

وقد خلّف الهجوم أثراً نفسياً مدمّراً على المجتمع المسيحي المتقلص في سوريا. فلطالما شكّلت الكنيسة ملاذاً آمناً للجميع، مسيحيين وغيرهم، إلا أن المقاعد المحطّمة والرموز الملطخة بالدماء باتت تذكيراً قاسياً بالخطر المحدق. 

البطريرك يوحنا العاشر يازجي، بطريرك الروم الأرثوذكس، دان التفجير بشدة واعتبره اعتداءً على مبدأ التعايش، محمّلاً الرئيس السوري أحمد الشرع مسؤولية الفشل في منع العنف الطائفي. 

اقرأ أيضًا: المقاتلون الأجانب والمواطنة – معضلة سوريا ما بعد الأسد 

عائلات مسيحية تعيش في العاصمة منذ أجيال، كانت تأمل بمستقبل أكثر إشراقاً بعد سقوط نظام الأسد، وجدت نفسها مجدداً تعيش في ظل الخوف. متجر كتب مسيحي صغير بالقرب من كنيسة مار إلياس أغلق أبوابه فوراً بعد الهجوم، فيما نجا الأطفال بالكاد من الانفجار. ورغم استجابة فرق الدفاع المدني السريعة، لا يزال القلق يسيطر على المجتمع المحلي. 

من قاعدتها في غرب سوريا، وبحسب تقارير أخرى من لبنان، واصلت الجماعة إطلاق تهديداتها باستهداف المزيد من الأقليات، مؤكدة أن “الجهاد لا حدود له”. 

ويرى محللون أن اعتماد الدولة على فصائل متمرّدة سابقة، لا تزال متسامحة مع بعض العناصر المتطرفة، أضعف قدرتها على حماية المجتمعات الهشة. 

كما وثقت وكالة رويترز ووسائل إعلام أخرى مشاركة مقاتلين أجانب في مجازر ساحلية شهدت مقتل المئات من المدنيين، ما يشير إلى تنامي تأثير الخلايا الجهادية العابرة للحدود داخل بنية النظام العسكري السوري الجديد. 

بالنسبة للمجتمع المسيحي في سوريا، فإن هذه اللحظة تتطلب وضوحًا حاسمًا في عدة محاور: 

هل ستقوم الحكومة بتفكيك الفصائل المتطرفة بالكامل؟ 

هل يمكنها حقاً حماية دور العبادة؟ 

وهل ستفي بالتزاماتها الدستورية تجاه حرية الدين؟ 

تُراقب هيئات دولية كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي الوضع عن كثب، ويُعتبر مستقبل ولاية الرئيس أحمد الشرع السياسي على المحك. 

فحماية فسيفساء سوريا من المجتمعات الدينية والإثنية لم تعد مجرد واجب أخلاقي، بل اختبار حقيقي لأي حكومة تدّعي السعي لإعادة بناء النظام والعدالة. 

‫شاهد أيضًا‬

فضائية سورويو تحتفل بالذكرى السنوية الحادية والعشرون لانطلاقتها

زالين/ سودرتاليا — بعد الخطوة التي اتخذها نضال الحرية بفتح قناة سريانية، في الخامس من تموز…