‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

المبعوث الأمريكي للمسؤولين اللبنانيين: سارعوا للتحرك وإلا ستضيعون الفرصة

بيروت — زار المبعوث الأمريكي إلى سوريا والسفير الأمريكي في تركيا، توماس باراك، لبنان أمس الاثنين، لإجراء محادثات مع المسؤولين اللبنانيين، الذين ينتظر منهم إجابةً واضحةً حول مستقبل البلاد. وكان باراك قد تساءل قبل بضعة أسابيع: هل سيتخلى حزب الله عن سلاحه بالكامل خلال أربعة أشهر؟ وفي حديثه للصحفيين، عقب لقائه الخاص مع الرئيس اللبناني السرياني الماروني جوزيف عون، أشاد باراك بعون على ردِّه المدروس، الذي صيغ في وقت قصير جدًا بعد زيارته الأخيرة للعاصمة في 19 من حزيران. إلا أن المبعوث حذر أيضًا من أن مسألة ترسانة حزب الله من الأسلحة، لا تزال مسألة ملحة للغاية. ولا بد من اتخاذ إجراءات فورية لنزع السلاح، إذا أراد لبنان تجنب تفويت الفرصة في ظل التغيرات السريعة في الشرق الأوسط. 

باراك وبعد لقاء عون، توجه مساء لزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلته ستريدا جعجع، في دارتهما بمعراب، برفقة سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان ليزا جونسون، واثنين من مساعديه، وبحضور عضو الهيئة التنفيذية في حزب القوات اللبنانية جوزيف جبيلي، ورئيس جهاز العلاقات الخارجية في الحزب الوزير السابق ريشار قيومجيان. 

خلال اللقاء، تم التباحث في ورقة العمل التي قدمها باراك إلى المسؤولين اللبنانيين، حيث أكد جعجع أن مطلب جمعِ كلِّ سلاحٍ غير شرعي، فلسطينياً كان أم لبنانياً من قبل الدولة اللبنانية، هو مطلب لبناني في الأساس، وهو الممهدُ لقيام دولة فعلية في لبنان. وشدد على أنه من دون حل جميع التنظيمات العسكرية والأمنية غير الشرعية، وغير القانونية، لا يمكن الوصول إلى دولة فعلية في لبنان. 

وكان جعجع في وقت سابق للزيارة، قد وصف العملية التي يقودها عون وحزب الله وأمل وسلام للتوصل إلى رد على المطالب الأمريكية، بأنها غير دستورية. وأضاف أن مجلس الوزراء هو من يجب أن يقود ويقرر، وإن أي شيء آخر سيكون غير دستوري وغيرَ قانوني، وحتى غير رسمي. 

وقد طفح كيل جعجع من حزب الله، إذ قال إن الميليشيا المدعومة من إيران، لم تجلب للبلاد سوى الخسائر والشلل والفرص الضائعة. وإذا بقي موقف حزب الله على حاله، فسيظل لبنان يواجه حالة من عدم الاستقرار وعدم اليقين. 

زعيم حزب الكتائب سامي الجميل ومن جهته، كان واضحًا تمامًا بشأن المطالب الأمريكية واجتماع الأمس، ولم يتوقع أي نتيجة أخرى سوى نزع سلاح حزب الله بالكامل، إذ قال على منصة إكس: “..لا نريد أن نبقى تحت رحمة سلاح حزب الله وايران، الذي دمّر لبنان ومنعنا من الانتقال إلى الحضارة، ونريد أن نتحرر من هذا الكابوس الموجود على كاهل اللبنانيين، لنواكب تطور الخليج 

أستاذ العلاقات الدولية والشرق الأوسط هشام بو ناصيف، اعتبر أن زيارة باراك تكشف استسلام الحكومة الحالية لحزب الله، كما فعلت جميع الإدارات السابقة، إذ قال على منصة إكس، “..عندما يتغيّر الرؤساء، ويبقى عجز الدولة هو هو، فذلك يعني أنّ الأزمة أزمة نظام وحكم مركزي فاشل، لا أزمة أشخاص 

وفي مقطع مصور مرفق بمنشوره على إكس، قال بو ناصيف إن باراك، ومن خلال ما استمع إليه من المسؤولين اللبنانيين، استنتج عدم وجود مهلة زمنية لتسليم سلاح حزب الله، بل وأن المسؤولين ينوون إجراء حوار مع حزب الله، في محاولة لإخفاء ضعف الدولة في اتخاذ القرارات الحاسمة، وعجزها عن فرض سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، واستسلام الدولة التام لحزب الله. 



ليس من الواضح ما إذا كان حزب الله سيستعيد صوابه، لكن ما هو واضح هو أن لبنان لا يستطيع الاستمرار بنظامه السياسي الحالي، ويرى الكثيرون أن الفيدرالية هي البديل الأمثل للمزيج الهش من الشعوب والثقافات والأديان التي تُشكّل مجتمعه، مرتأين أنها تستحق المحاولة، إذ أن كل شيء آخر قد فشل حتى الآن. 

‫شاهد أيضًا‬

الاتحاد السرياني في لبنان يدعو للمشاركة في فعالية تكريمية لشهداء السريان

زحلة، لبنان ─ وجّه حزب الاتحاد السرياني في لبنان عبر منشور على صفحته الرسمية في فيسبوك، دع…