كريستيان الجميل: لبنان أمام فرصة ذهبية لبناء دولة القانون
بيروت – أقامت فضائية سورويو في لبنان، “Suroyo TV Lebnon” لقاءً خاصاً مع الإعلامية اللبنانية “كريستيان الجميل“ خبيرة الاستشارات وناشرة موقع “ليب توكس“، وصاحبة مؤسسة “ليب توكس كونسيلتنسي“، للحديث عن الأوضاع اللبنانية، والتطورات السياسية.
جميّل وفي مستهل اللقاء، تحدثت عن مؤسسة ليب توكس كونسيلتنسي، قائلةً إن هدف المؤسسة هو زرع قيم التشبث بلبنان رغم الصعوبات والمعوقات، وخاصةً في نفوس الفئة الشابة، مضيفةً أنها ومع فريقها يواصلون النضال من أجل البقاء والاستمرار بشكل يومي، حتى الوصول نحو الهدف النهائي، ألا وهو بناء لبنان دولة المؤسسات ومنارة الشرق، واستعادة دور لبنان كمحرك لعجلة التطور في المنطقة.
وروت جميّل تجربة ابنتها التي آثرت العودةَ للبنان بعد استكمال دراستها في المغترب، كون لبنان ليس مجرد بقعة جغرافية، بل انتماء وهوية، تماماً كمنهج العديد من القادة اللبنانيين، مثل الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، الذي اعتُبِرَ قدوةً للشبيبة اللبنانية، وخاصةً المسيحية منها، وحتى لابنة الإعلامية كريستيان الجميّل، حين شدد على أنه بقي في لبنان ولم يغادر رغم سجنه.
وفي الحديث عن قانون الانتخابات اللبناني، وحق المغتربين في التصويت، أكدت الجمّيل حق المواطن اللبناني في الاغتراب، في انتخاب نوابه الذين سيمثلون صوته، منوهةً إلى أن ظروف لبنان، والتي كان عدد من المسؤولين اللبنانيين وعلى مدار خمسة عقود السببَ في خلقِها، هي من أجبرت العديد من اللبنانيين على الاغتراب، غير أن المغتربين أثبتوا انتماءهم الوطنيَّ في الأزمات، من خلال دعم أهلهم.
وحول وجهة نظرها إزاء رفض عدد من الأحزاب اللبنانية منح المغتربين حق التصويت لكافة المقاعد النيابية، قالت الجميّل إن تلك الأحزاب لا تمتلك قدرة الضغط على المغتربين والتأثير على قرارِهم، كما أنها تعلم عِلم اليقين، توجهات المغتربين السياسية السيادية، المعارضة لزج لبنان في الحروب التي لم تجلب للبنان سوى الدمار والخسائر، وبالتالي فإن السماح للمغتربين بالتصويت، سيؤدي حتماً لفوز فريق المعارضة السيادي، وهذا ما يخشاه ما يسمى بفريق “الممانعة”، أي الثنائي الشيعي المتمثل بحزب الله وحركة أمل.
وحول مسألة نزع سلاح حزب الله بعد الحرب المدمرة مع إسرائيل، قالت الجميّل إن حزب الله زج لبنان في حرب الإسناد، التي لا ناقة للبنان فيها ولا جمل، والتي زادت من عمق الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان، مضيفةً أنه ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار وسحب سلاح حزب الله، غير أن الأخير وحتى اليوم، لم يلتزم ببنود الاتفاق، وهو ما أدى، ولا يزال يؤدي لخسارات جديدة واستمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، أضِف إلى ذلك بطء الحكومة _التي تسعى هي الأخرى لفرض سيطرتها الكاملة على الدولة_ في تنفيذ قرار سحب سلاح حزب الله، رغم الضغوط الأمريكية من قبل المبعوث الأمريكي لسوريا توماس باراك.
وأشارت الجميّل إلى نهج حزب الله في اعتبار الموت انتصاراً، من خلال زج شبيبة الطائفة الشيعية في دوامة الموت، وإيهام أبناء الطائفة الشيعية بأنهم مستهدفون من قبل إسرائيل، وشددت الجميّل على أن قسماً لا بأس به من أبناء تلك الطائفة، ليس راضياً عن تصرفات حزب الله ونهجه، ولا يقبل بخسارة أبنائه ودفعهم نحو الموت في سوريا وغيرها من ساحات معارك المحور الإيراني، إذ أن الطائفة الشيعية، وكغيرها من الطوائف في لبنان، تسعى لحياة طبيعية.
وبالحديث عن المرحلة السياسية الجديدة في الشرق الأوسط، قالت الجميّل إن هنالك نهجاً عالمياً يتمثل بمنع الحروب في المنطقة أو الحد منها بهدف نموها اقتصادياً، وهو ما بدأت ملامحه تتجلى في عدد من الدول، كسوريا التي أوضح رئيسها أحمد الشرع عدم نيته الانخراط في الحروب، والسعودية ودول الخليج والصين، وحتى روسيا التي اتخذت الحياد خلال الحرب الإيرانية الإسرائيلية، رغم كونها الحليف الرئيسي لإيران، لذا على لبنان أن يكون سبّاقاً في ركوب موجة التغيير، وأن يكون ركيزة ومنطلق هذا التغيير، من خلال اتخاذ مبدأ الحياد.
وشددت الجميّل خلال اللقاء، على ضرورة تطبيق الإصلاحات في لبنان، وتحقيق التوازن في العلاقات مع المجتمع الدولي، وخاصةً دول الجوار، والتزام الحياد، إذ أن أمام لبنان اليوم فرصة من ذهب، لبناء وطن ووضع قانون، وبالتالي فإن المعركة في لبنان سياسية، لتسليم السلاح قبل البدء بالانتخابات النيابية، لنشهد خلال عهد الرئيس جوزيف عون، على التغيير اللبناني سياسياً واستراتيجياً، وعلى سيطرة الجيش اللبناني فقط على كافة المواقع، والتخلص من سيطرة حزب الله على هذه البلاد.
نعيم قاسم يهدد “سيرون بأسنا”، وجعجع: “مرحلة الدولة الصورية انتهت”
بيروت / تل أبيب ─ يبدو أن مفهوم “السيادة” يختلف من شخص لآخر، ومن حزب لغيره، وم…