الإدارة الذاتية تتمسك بسوريا لا مركزية رغم الضغوط من شريكها الأمريكي

شمال وشرق سوريا، بيث نهرين — أصدرت الإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بياناً اليوم جدّدت فيه مطالبها بشأن ما تتصوره لسوريا المستقبل، والمتمثل في “نظام ديمقراطي تعددي، وعدالة اجتماعية، ومساواة بين الجنسين، ودستور يكفل حقوق جميع المكونات”. يأتي هذا البيان عقب انهيار مفاوضات رفيعة المستوى أشرف عليها مسؤولون أمريكيون وفرنسيون في دارمسوق (دمشق) في وقت سابق من هذا الأسبوع. 

تتمسك الإدارة الذاتية بنظام سياسي لا مركزي، مشيرةً إلى أن الشعب السوري عانى لعقود من نظام مركزي احتكر السلطة والثروة وقمع الإرادات المحلية. في المقابل، تصرّ الحكومة السورية والمبعوث الأمريكي إلى سوريا توماس باراك، على نظام سياسي مركزي. رغم أن نحو 40٪ من سكان العالم يعيشون في أنظمة فدرالية، بما في ذلك الولايات المتحدة، أصرّ توماس باراك على أن “جميع الطرق تؤدي إلى دمشق”. وأضاف بيان الإدارة الذاتية أن مطالبها “ليست جديدة، بل هي جوهر ما نادى به السوريون منذ عام 2011”. 

وتؤكد قيادة الإدارة الذاتية أنها تسعى إلى تجاوز الخطاب الإعلامي الفارغ المحيط بالحوار السوري–السوري، ووصْف اللامركزية بأنها انفصال “هو تشويه متعمّد لحقيقة النضال السوري ضد الاستبداد”. كما تعترف الإدارة بأن المفاوضات بين الحكومة السورية والإدارة الذاتية أصبحت أخيراً تُدار بجدية وشفافية. وبالتالي، فإن الخطاب الإعلامي لا يُجدي نفعاً؛ “إن استعادة الثقة بين الأطراف السورية باتت ضرورة وطنية لا يمكن تجاوزها إلا من خلال الحوار المسؤول”. 

وشدّدت الإدارة في بيانها على أنها لا تسعى للانفصال. فالأرض السورية واحدة وستبقى كذلك. والسبب في تكرار مطالبها بنظام ديمقراطي لا مركزي وتعددي، هو أنها لا تخشى التنوع. فالتنوع ليس – ويجب ألا يكون – عائقاً أمام هيكلية جديدة للحكم في سوريا. “إنّ التنوع في سوريا ليس تهديداً لوحدتها، بل مصدر قوة يجب حمايته وترسيخه. فالشراكة، لا الإقصاء، هي أساس بناء الدولة”. 

وفي ختام بيانها، دعت الإدارة الذاتية جميع الأطراف المعنية إلى التحلي بالمسؤولية الوطنية في هذه المرحلة الحساسة، مؤكدة أن “لا أحد يريد جرّ البلاد إلى صراعات داخلية مدمّرة”.