جبل الرحمة الإلهية – غسطا
بيروت / غسطا_ في كل بقعة من جغرافية لبنان، هناك شاهد على هوية لبنان السريانية المسيحية العريقة، ذات الجذور الضاربة عميقاً في تراب لبنان، وجبل الرحمة الإلهية بمنطقة غسطا يُعتبر شاهداً من تلك الشواهد.
فضائية سورويو في لبنان “Suroyo TV Lebnon“، وضمن برنامجها “من لبنان”، سلطت الضوء على هذا الجبل، تاريخياً ودينياً، حيث ابتدأت فكرة بناء مزار في هذا الجبل التابع لدير جمعية المرسلين اللبنانيين السريان الموارنة، مع الأب الكاهن جان بو خليفة، بالتعاون مع الأب جان عقيقي عام 2015، ليصبح مقصداً للتأمل والخلوة الدينية، والسياحة.
ويضم المزار أكبر تمثال للسيد المسيح في لبنان، بارتفاع يصل إلى 12 متراً، صنعه الفنان طوني عواد، ويقع على تلة بين جبلين، تطل على خليج جونية بالقرب من دير الكركم في غسطا.
الأب جان عقيقي وفي مقابلة له مع فضائية سورويو، قال إن الأب جان بو خليفة جاء إلي وهو يحمل تمثالاً صغيراً، وطرح فكرة إقامة مزار ليسوع _ الرحمة الإلهية، وبعد مشاورات ودراسات مطولة، قررنا وضع التمثال مقابل دير الرحمة، فبدأنا بالإجراءات والأذونات للقيام بالمشروع.
طلب الأبوان عقيقي وخليفة من الرب إظهار علامة للبدء بتنفيذ المشروع، وأن تحل البركة فيه، حتى أعلن قداسة البابا الراحل فرنسيس عام 2017، سنةً للرحمة الإلهية، ووجه رسالة للمؤمنين حول أنواع الرحمة الإلهية، وهي الجسدية والروحية، الجسدية: هي كإطعام المحتاجين، وقد أقام الكاهنان مكتب المنسيين الذي يهتم بالفقراء، أما الرحمة الروحية، هي التقرب من يسوع المسيح في الصلاة، وقد أراد الرب أن يكون هذا الجبل أرضاً للصلاة.
بناء المزار
خلال عيد الرحمة الإلهية عام 2017، وُضِع القسم الأول من التمثال، والذي صنعه الفنان طوني عواد، ليكتمل وضع القسم الثاني من التمثال في العام الذي تلاه، كما أشرف على الشكل الهندسي للمزار المهندس جوزيف عبد الله، وتُقدَّرُ مساحة المزار بـ 12 ألف متر، وتضم الكنيسة التي بجوار المزار 12 عموداً، كما يحتوي الدير على 12 نافورة مياه إذ يعبر الماء عن جسد السيد المسيح أثناء صلبه، عندما سالت المياه مع دمه المقدس، كما يدل الماء على سر المعمودية والتوبة، وقد اختير هذا الرقم (12) للتعبير عن عدد رسل السيد المسيح.
القديسة فوستينا رسولة الرحمة الإلهية
تحدث الأب جان عقيقي عن القديسة فوستينا، وهي راهبة بولونية، والتي باتت شفيعة ورسولة الرحمة الإلهية، عندما ظهر لها يسوع المسيح وطلب منها رسم أيقونته وتذييلها بعبارة “يا يسوع إني أثق بك“، وسميت الأيقونة باسم قلب يسوع الرحمة الإلهية، وأضاف الأب أنه تكريماً للقديسة فوستينا، تم بناء كنيسة صغيرة باسمها تحت التمثال.
كنائس المزار
تحت المزار مباشرة، بُنِيَت كنيسة الرحمة الإلهية، وعلى جبل الرحمة، بُنِيَت كنيسة الأم تيريزا، كونها اهتمت بالفقراء والمرضى، وهي شفيعة مكتب المنسيين، وتضم كنيستها ذخيرةً من شعرها، وحديثاً، بنيت كنيسة في 2025 لمار بطرس ومار بولس، اللذين يعتبران أركان كنيسة السيد المسيح، وذلك في رمزية لحماية الرئيس اللبناني جوزيف عون وعهده، ومده بالقوة والحكمة لحماية لبنان.
مزارات الجبل
الأب جان عقيقي استطرد بالقول، “نجد على الجبل مزاراً لمار شربل ومزاراً للأم تيريزا ومارت رفقة، كما نجد درب الرحمة الإلهية الممتد على ست مراحل، ابتداءً من دير الكرَيم، مروراً بمراحل تعبر عن التقاء يسوع مع زكا العشار، والمرأة النازفة، والشاب الغني، انتهاءً بالمرحلة السابعة أمام تمثال الرحمة الإلهية“
يكمل اليوم المزار عامه العاشر ويكبر كل يوم بكنائس جديدة تنير قلب المؤمن، وتذخره بلحظات من الإيمان والاتحاد بقلب يسوع المسيح.
لاتحاد السرياني الأوروبي يحيي الذكرى الحادية عشرة لغزو د1عش لسهل نينوى ويطالب بالاعتراف العالمي بالإبادة الجماعية
بروكسل – أصدر الاتحاد السرياني الأوروبي بيانًا بمناسبة الذكرى الحادية عشرة للهجوم الوحشي …