اختطاف واشتباكات في السويداء.. والتوتر سيد الموقف
السويداء، سوريا ─ تشير المعطيات والتطورات المتسارعة في مختلف مناطق سيطرة الحكومة السورية، إلى ضبابية مستقبل سوريا، وانزلاق السوريين نحو حلقة مُفرَغَةٍ من الاقتتال والصراع الذي لا نهاية له، ففي السويداء جنوبي سوريا، تشتت الهدوء النسبي الذي كان سائداً في المنطقة، بعد بدء سلسلة من عمليات الخطف المتبادلة بين فصائل محلية مسلحة وعشائر المنطقة، وذلك قبل أن يتصاعد التوتر إلى نزاع مسلح انطلاقاً من حي “المقوس” شرق المدينة.
شرارة عمليات الخطف انطلقت عقب حادثة سلب وقعت على طريق دارمسوق (دمشق)، استهدفت تاجراً من السويداء، حيث أقدم عدد من عناصر العشائر على الاعتداء عليه بالضرب وسلبوا ممتلكاته، قبل إطلاق سراحه في منطقة نائية، وهو بحالة صحية حرجة.
ورداً على هذه الحادثة، أقدم عدد من أبناء المحافظة على احتجاز أفراد من العشائر، ما أدى إلى تصاعد التوترات مجدداً، وقيام مجموعة من العشائر بنصب حاجز مؤقت في حي “المقوس“، واحتجاز أشخاص تابعين للمسلحين المحليين، بالتزامن مع قطع طريق دارمسوق (دمشق) – السويداء الرئيسي.
المرصد السوري لحقوق الإنسان، أفاد بأن الاشتباكات والقصف المتبادل، أسفرا عن مقتل 37 شخصاً، من بينهم طفلان، (27 من الفصائل المسلحة، و10 من بدو السويداء)، بالإضافة لنحو 50 جريحاً من بينهم أطفال وآخرون بحالة حرجة.
ومع استمرار الاقتتال، أجّلت مديرية التربية في السويداء امتحان الشهادة الثانوية العامة، إلى موعد يحدد لاحقاً، ونزح معظم سكان قرية الطيرة في ريف السويداء باتجاه بلدتي المزرعة ومدينة السويداء، عقب دخول مجموعات مسلحة إلى محيط القرية، واندلاع أعمال عنف تخللها إحراق عدد من المنازل، في حين بقيت مجموعات محلية مرابطة داخل القرية، بهدف حماية المنطقة من الهجمات المتكررة.
وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، وفي تعليق على التطورات في السويداء، قال إن لا حل للتوترات في السويداء، إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات لضمان السلم الأهلي، إذ أن غياب مؤسسات الدولة، وخصوصاً العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها.
وزارة الدفاع السورية هي الأخرى، أصدرت بياناً أكدت فيه تصريحات خطاب، وقالت إنها وبالتنسيق مع وزارة الداخلية، باشرت نشر وحداتها المتخصصة، لتوفير ممرات آمنة للمدنيين وفك الاشتباكات.
ودعت الوزارة الأطراف المتصارعة للتعاون مع قواتها وضبط النفس، مؤكدةً استعدادها لدعم أي مبادرة تهدف لتعزيز السلم الأهلي وترسيخ روح المواطنة، وبناء مستقبل آمن.
الاتحاد السرياني الأوروبي يوجه رسالةً إلى البرلمان الأوروبي بشأن الوضع في سوريا
بروكسل — في الرسالة العاجلة التي أصدرها، وجه الاتحاد السرياني الأوروبي اليوم نداءً إلى الب…