منظمات سريانية تطلق حملة إغاثة لأهالي السويداء

زالين (القامشلي)، شمال وشرق سوريا — في استجابة إنسانية متصاعدة للأزمة الخانقة التي تمر بها محافظة السويداء جنوب سوريا، أطلقت كل من منظمة الصليب السرياني للإغاثة والتنمية ومنظمة شلومو حملة تضامن مدني واسعة تحت شعار “كلنا مع السويداء – افتحوا الممرات – أوقفوا الهجمات”، تهدف إلى جمع التبرعات وتوفير الدعم لسكان المنطقة الذين يرزحون تحت حصار خانق وانهيار شبه كامل في الخدمات الأساسية.

الحملة تأتي في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية لما يربو على 300 ألف شخص في السويداء، يعانون من نقص حاد في المواد الغذائية والمياه، وانعدام الوقود والدواء، وانقطاع الكهرباء، وسط تقارير تتحدث عن تضييق أمني ممنهج، وقيود مشددة على الحركة، ما أدى إلى تفاقم المعاناة في واحدة من أكثر الكوارث الإنسانية حدّةً في البلاد خلال السنوات الأخيرة.

وفي بيان مشترك، أكدت المنظمتان السريانيّتان التزامهما الثابت بمبادئ الكرامة الإنسانية، وحق الشعوب في الحياة الآمنة والعيش الكريم، وجاء فيه: “إخوتنا وأخواتنا في السويداء يواجهون اليوم واقعًا مأساويًا، حيث تتعرض حياتهم للخطر في ظل سياسة التجويع والترهيب، وسط صمت مريب من المجتمع الدولي.”

ودعت المنظمتان إلى تحرك فوري يشمل فتح ممرات إنسانية عاجلة، ورفع الحصار المفروض على المحافظة، ووقف الهجمات العسكرية، مشددتين على أن صمت العالم تجاه ما يجري في السويداء هو تخَلٍّ صريح عن المبادئ الأخلاقية والإنسانية.

وفي السياق ذاته، أطلق مطران بصرى وحوران وجبل العرب والجولان للروم الأرثوذكس، المطران أنطونيوس سعد، نداء استغاثة دعا فيه إلى إنهاء معاناة المدنيين وفتح الطرق أمام المساعدات الإنسانية، محذرًا من كارثة وشيكة تهدد حياة آلاف العائلات المحاصرة.

التحرك السرياني يأتي في لحظة حرجة من تاريخ المحافظة، التي شهدت خلال الأسابيع الماضية تصعيدًا في التوترات بين السكان المحليين والسلطات، على خلفية تدهور الأوضاع المعيشية وتضييق الحريات.

وبينما يستمر الصمت الدولي، تبقى المبادرات المدنية المحلية، كحملة “كلنا مع السويداء”، بصيص أمل في زمن العزلة، ورسالة مفادها أن التضامن لا تحدّه الجغرافيا، وأن صوت الضمير لا يزال حاضرًا رغم العتمة.