مياه الحسكة تجبر الناس على البقاء في المستشفيات
الحسكة، سوريا_ منذ تشرين الأول 2019، تسيطر قوات الاحتلال التركي والفصائل الموالية لها على محطة مياه علوك، في مدينة ريش عينو (رأس العين)، ما أدى إلى توقف متكرر ومستمر لضخ المياه إلى الحسكة، حتى انقطع المصدر الرئيسي لمياه الشرب تماماً عام 2022، ما دفع أهالي مدينة الحسكة لحفر آبار سطحية، والاعتماد على الصهاريج، لكن جميعها غير صالح للاستهلاك البشري، ما أدى لتفشي الأمراض وحالات التسمم لدى معظم أهالي المدينة وريفها.
عدّاد الحالات
في حزيران 2024، سُجلت حوالي 1200 حالة تسمم لدى سكان الحسكة، نتيجة تلوث مياه الشرب، 75٪ من هذه الحالات لأطفال تحت سن الخامسة ، يعانون من أعراض الإسهال والقيء والتهاب الأمعاء الحاد.
والأعداد في تزايد مستمر يوماً تلو الآخر، إذ تسجل المستشفيات أكثر من 15 حالة تسمم يومياً عند الأطفال، منذ مطلع عام 2025.
أعراض الحالات
تشمل الأعراض لدى المرضى: الإسهال الشديد، القيء، الغثيان، الحمى، والتهاب الأمعاء، وتؤدي هذه الأعراض غالبًا إلى الجفاف واضطراب الشوارد الكهربائية، ما يشكل خطرًا على صحة الأطفال والمسنين، وفي فصل الصيف، لوحظ ارتفاع أعداد المرضى المصابين بالحمى التيفية (التيفوئيد)، والحمى المالطية.
الدكتورة فيدان (طبيبة عامة) في مستشفى الشعب في الحسكة، أكدت ازدياد حالات التسمم من مطلع أيار الماضي لدى الأطفال وكبار السن، التي ترافقت مع أعراض الإسهال المدمى وارتفاع الحرارة، حيث يحتاج المريض للمراقبة الشديدة في القسم لمدة خمسة أيام على الأقل كي يتماثل للشفاء.
كما قال ممرض مقيم في قسم إسعافات مستشفى الشعب، إن المواد الكيميائية المستخدمة في تحلية وتنقية المياه غير الصالحة للشرب _ كمادة الكلور _ غير متوافقة مع بنية جسم الإنسان، وخصوصاً الأطفال، وهذا ما يساهم في ازدياد حالات التسمم.
البدائل المتاحة وارتفاع الأسعار
أصدرت منظمة الصحة العالمية تحذيرًا عام 2023، من أن الاعتماد المتزايد على مصادر مياه غير آمنة، يقلل من النظافة الشخصية، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض المعوية، خصوصًا في مخيمات النازحين، ولكن قلة البدائل وارتفاعَ أسعارِها فاقما المشكلة.
إذ تروي امرأة مع ابنها المصاب في المستشفى، أن “ارتفاع الأسعار يمنعنا من شراء مياه الصحة، كما أن قلة خزانات مياه التحلية تجبرنا على شرب مياه الصهاريج، لأن تكلفتها أقل (30 ألف ليرة سورية للخزان الواحد)”
تواجه الحسكة أزمة مائية حادة، تستدعي تحركاً فورياً من السلطات المحلية والدولية، لممارسة الضغط الدبلوماسي والرّسمي على أنقرة، لإعادة تشغيل محطة علوك بأمان وفعالية، وتعزيز الرقابة الصحية والفحص الدوري لمياه الشرب في المدارس والمستشفيات، لمنع تفشي الأوبئة، وإصلاح الشبكات التالفة، وفصل الصرف الصحي عن مياه الشرب.
صلاة قداس وجناز لراحة نفس المرحوم ميشيل رومي
الحسكة ─ أقيمت في كنيسة سيدة الانتقال للسريان الكاثوليك في مدينة الحسكة، بمقاطعة غوزرتو (ا…