‫‫‫‏‫19 ساعة مضت‬

قوات سوريا الديمقراطية تنفي تقريرًا عن مهلة 30 يومًا للاندماج مع الحكومة السورية

 الحسكة_سوريا_ نفت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) يوم الثلاثاء، بشكل قاطع، تقريرًا متداولًا على نطاق واسع زعم أن الولايات المتحدة وتركيا قد فرضتا مهلة زمنية مدتها ثلاثون يومًا لإجبار قواتها على الاندماج رسميًا في حكومة أحمد الشرع المركزية. ووصفت قسد التقرير بأنه مضلل و “لا أساس له من الصحة” . 

وفي بيان صادر عن مركز إعلام قوات سوريا الديمقراطية ، أكد المسؤولون أن التقرير المنسوب إلى موقع ميدل إيست آي يتضمن “ادعاءات كاذبة” تهدف إلى تقويض النقاشات السياسية والعسكرية الجارية. وقال البيان: “أي خطوات نحو الاندماج لا يمكن أن تتم إلا ضمن إطار سياسي واضح… وليس من خلال إدماج عشوائي لأفراد”، مشددًا على أنه لم يتم تحديد أي جدول زمني ملزم. 

التقرير الأصلي، الذي استند إلى مصادر مجهولة، زعم أن ممثلين أمريكيين وأتراك قدموا هذا الإنذار خلال اجتماع ثلاثي مع قادة قوات سوريا الديمقراطية الأسبوع الماضي. ووفقًا للتقرير، كان من المفترض أن يتم دمج بعض وحدات قسد ضمن الجيش السوري، بينما يتم نزع سلاح الوحدات الأخرى تحت إشراف الحكومة السورية. 

مسؤول كبير في قوات سوريا الديمقراطية، تحدث بشكل غير رسمي لمنصة +963 الإقليمية، أكد أن الاندماج “لا يخضع لأي مهلة زمنية محددة، ويعتمد بالكامل على الحوار الجاري بين قسد والحكومة السورية”. واعتبر فكرة “مهلة الثلاثين يومًا” مضللة ولها دوافع سياسية. 

وجاء النفي بعد أيام فقط من نشر تقارير مماثلة في موقعي برس بي وشفق نيوز، وهي تقارير سارعت قوات سوريا الديمقراطية إلى نفيها أيضًا ووصفتها بأنها لا أساس لها. حتى منصة روداو الإعلامية الكردية نشرت تصريحات لقسد تنفي بشكل قاطع وجود أي مهلة محددة. 

الخلاف الأخير يأتي في أعقاب اتفاق أُبرم في آذار الماضي بين القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، والرئيس السوري أحمد الشرع، والذي رسم خارطة طريق لدمج قسد سياسيًا ضمن مؤسسات الدولة السورية، مع التركيز على التعاون الأمني و الحفاظ على درجة من الحكم الذاتي. لكن العملية تباطأت لاحقًا بسبب مطالب كردية بمنح صلاحيات لا مركزية، وإنشاء كتلة عسكرية ضمن وزارة الدفاع السورية بدلًا من الاندماج الكامل. 

ورغم النفي الحازم من قوات سوريا الديمقراطية، يبدو أن أنقرة وواشنطن ترفعان منسوب الضغط. وأشارت مصادر دبلوماسية إلى وجود استياء من التأخير، مع تلميحات بأن فشل الاندماج قد يفتح الباب أمام “خيارات بديلة”. 

ونُقل عن السفير الأمريكي لدى تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا، توماس باراك، قوله: “لن نظل هنا للأبد… إذا لم تتفقوا، لن نستمر في لعب دور المربّي أو الوسيط إلى ما لا نهاية”. 

ويُعقّد المشهد أكثر إصرار القادة الأتراك على استعادة الحكومة السورية للسيادة الكاملة، بما في ذلك السيطرة على المطارات وحقول النفط والمعابر الحدودية، بحجة “التهديدات القادمة من القوات الكردية”. ويُحذّر مراقبون من أن العنف الدائر في السويداء والغارات الإسرائيلية قرب دارمسوق(دمشق) قد يقوّض التوازن الهش. 

يُذكر أن عبدي والشرع التقيا مجددًا مطلع تموز في دارمسوق (دمشق)، وقالت إلهام أحمد إن “المؤشرات إيجابية من الطرفين”، وأن المباحثات “مستمرة وبنّاءة”، رغم استمرار الخلافات السياسية الجوهرية. 

وبينما تضغط القوى الخارجية من أجل توحيد سريع، تبدو قوات سوريا الديمقراطية حريصة على الحفاظ على دورها في محاربة تنظيم الدولة الاسلامية الإرهابي (داعش) وهيكليتها الذاتية، مؤكدة أن أي اندماج يجب أن يتم بالتوافق، لا بالإكراه. 

ويبقى السؤال مفتوحًا ما إذا كان هذا الغموض يمثل مناورة استراتيجية، أم أنه يعكس انقسامًا عميقًا قد يحدد مستقبل  السياسي في سوريا

‫شاهد أيضًا‬

بسام اسحق.. الأوضاع في السويداء ستؤثر على سوريا بأكملها

واشنطن — في تصريحات صحفية، أكد عضو ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في العاصمة الأمريكية واشن…