24/07/2025

أبجر داؤود يرفض تسليم السلاح لدمشق وينفي المهلة الزمنية المزعومة للاندماج

شمال وشرق سوريا – أكد المتحدث الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، أبجر داؤود، أن قسد لن تسلّم سلاحها للحكومة المركزية في دارمسوق (دمشق)، وذلك في ظل تصاعد التوترات الأمنية في محافظة السويداء جنوب سوريا، وعودة تهديدات إرهابيي “داعش”. 

وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، نفى داؤود ما تداولته بعض التقارير، عن منح “قسد” مهلة 30 يوماً للاندماج في مؤسسات الدولة والجيش السوري. 

وكانت قسد قد أصدرت بياناً يوم الإثنين، نفت فيه صحة تقرير متداول يفيد بأن الولايات المتحدة وتركيا منحتاقسد مهلة شهر واحد لدمج قواتها مع حكومة الرئيس السوري، أحمد الشرع. 

ووصفت هذه المزاعم بأن “لا أساس لها من الصحة ومضللة”، وأوضحت، عبر بيان صادر عن مركزها الإعلامي، أنه لا وجود لأي جدول زمني من هذا النوع، مؤكدة أن أي خطوة باتجاه الاندماج، يجب أن تتم ضمن إطار سياسي واضح، وليس عبر فرض أمر واقع أو انصهار قسري. 

وجاء في البيان: “أي خطوات نحو الاندماج لا يمكن أن تتم إلا في ظل إطار سياسي واضح… وليس من خلال دمج عشوائي للأفراد”. 

التقرير الذي أثار الجدل، نُشر أولاً عبر موقع Middle East Eyeميدل ايست آي، وتم حذفه لاحقاً، ونقل عن مصادر مجهولة أن مسؤولين أمريكيين وأتراك، طرحوا هذا الشرط خلال اجتماع ثلاثي مع قيادة قسد الأسبوع الماضي، وزعم أن بعض وحدات قسد سيتم ضمها إلى الجيش السوري، بينما تُجرد وحدات أخرى من سلاحها تحت إشراف دارمسوق (دمشق)، وقد تم تداول روايات مشابهة عبر منصات “برس بي” و”شفق نيوز”، إلا أن مسؤولي قسد نفوا ذلك. 

ويأتي هذا الجدل في سياق اتفاق أوسع تم التوصل إليه في آذار الماضي بين القائد العام لقسد، مظلوم عبدي، والرئيس السوري، أحمد الشرع، حيث نص الاتفاق على خارطة طريق للاندماج السياسي والعسكري لقسد ضمن مؤسسات الدولة، مع الحفاظ على بعض مظاهر الاستقلالية، وخاصة في ما يتعلق بالتنسيق الأمني. إلا أن تنفيذ الاتفاق تعثّر بسبب مطالب الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، والتي تركز على ضرورة تبنّي نموذج حكم لا مركزي، وإنشاء تشكيل عسكري مستقل ضمن وزارة الدفاع السورية، بدلاً من الاندماج الكامل. 

وفي سياق متصل، تُواصل تركيا الضغط على دارمسوق (دمشق) لاستعادة السيطرة الكاملة على كامل الأراضي السورية، بما في ذلك المطارات والحقول النفطية والمعابر الحدودية، مستندة إلى ما تصفه بـ”التهديدات الأمنية” من قبل القوى الكردية. 

ورغم هذه التحديات، التقى عبدي والشرع مجدداً في العاصمة دارمسوق (دمشق) مطلع تموز، ووفقاً لما صرّحت به إلهام أحمد، الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية، فإن المحادثات كانت “إيجابية وبنّاءة”، رغم استمرار وجود خلافات سياسية جوهرية. 

ويُعتقد بأن الأحداث الأخيرة في السويداء، وما رافقها من أعمال عنف دموية، وعدم قدرة الحكومة السورية على حماية المدنيين، قد يكون عاملاً يمنح قسد ورقة ضغط أقوى في أي مفاوضات مقبلة، فبينما تدفع أطراف دولية باتجاه تشكيل جيش سوري موحد، تؤكد قسد تمسكها بهويتها الذاتية واستقلال قرارها، مشددة على أن أي عملية اندماج يجب أن تقوم على التفاهم والرضا المتبادل، لا على الإملاءات أو الضغوط الخارجية. 

يبقى أن نعرف ما إذا كان هذا الموقف يعكس حسابات سياسية دقيقة، أم أنه نابع من مخاوف متجذرة، وهو ما قد يؤثر بشكل كبير على مستقبل سوريا السياسي والعسكري. 

‫شاهد أيضًا‬

وفد أمريكي رفيع المستوى يزور الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في دارمسوق (دمشق)

دارمسوق (دمشق) – في خطوة تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لتطبيقها بهدف استكمال المشهد السو…