25/07/2025

النائب كميل شمعون: الشعب اللبناني يرفض التدخل السوري من جديد

بيروت في لقاء خاص عبر فضائية سورويو لبنان، تحدث رئيس حزب الوطنيين الأحرار، كميل شمعون، بشكل موسع عن الشؤون الداخلية للبنان والتطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط.

ابتداءً من زيارة باراك الثالثة للبنان، هل تعتقد أنه سيكون هناك مناورات أمريكية جديدة، أم أنه الإنذار الأخير؟

اليوم نبحث عن مستقبل لبنان الجديد، ولا نستطيع أن نخاطر مرة أخرى، واجهنا الكثير من المخاطر سابقاً، لكن اليوم، التوقيت حساس لكل المنطقة وبحاجة لتسوية، ونحن اليوم نعيش كأقليات في لبنان، لذلك يجب معرفة أسس التعايش والتعاون لإعادة بناء البلاد.

برأيك ماهي الرسالة التي ستحملها زيارة باراك المفاجئة للبنان؟

ليس لدي فكرة واضحة حول زيارته، لكن أعتقد أن أمريكا مهتمة بالشأن اللبناني، وبرهان ذلك هو المفاوضات المستمرة حتى الآن لإيجاد حلول، لذلك يجب استغلال هذه الفرص، جميعنا نعلم تصريحات توم السابقة، خصوصاً بموضوع التدخل السوري بالشأن اللبناني، إذ أن الشعب اللبناني بكل طوائفه، رافض لفكرة التدخل السوري مرة أخرى بالشأن اللبناني، كما حصل خلال حكم بشار الأسد ووالده حافظ الأسد من قبله.

لكن إذا كان المخطط الدولي يفرض التدخل السوري بلبنان، هل سيُرَدُّ على الشعب اللبناني برأيك؟ 

لا يعتبر مخططاً دولياً، فالمخطط الدولي اليوم هو فرض الاستقرار على المنطقة، ليحل نوع من السلام على الشرق الأوسط، الذي عانى شعبه لعشرات السنين من الاضطرابات والمشاكل والحروب، وأتمنى أن تطوى صفحة التدخل السوري، ليعود كل منا لبناء وطنه.

اليوم نرى رسالة واضحة لتسليم سلاح حزب الله، هل سيسلم السلاح ويحصر بيد الدولة؟ 

القرار الأممي رقم 1701 يشمل كل الميليشيات المسلحة، والسلاح غير الشرعي الموجود في لبنان، ويضعه بيد الجيش اللبناني وقوى الأمن، وليس فقط سلاح حزب الله، فهناك بؤر أمنية في المخيمات الفلسطينية غير الشرعية، خصوصاً بعد إلغاء اتفاق القاهرة.

انتقالاً من نزع السلاح وانسحاب إسرائيل من التلال الخمس التي احتلتها مؤخراً، والضغط الأمريكي الاسرائيلي على المنطقة، وما حصل في السويداء، برأيك، ما التغييرات التي ستحكم الإقليم؟

أنا ارفض التدخل بالشأن السوري مثلما أرفض أن يتدخل السوريون بالشأن اللبناني، لكن بالنسبة للمشاهد التي رأيناها، فهي خير دليل، لكن لا أعتقد أن هناك دولة تقبل انفصالات لمجموعات أو طوائف معينة، لكن أتمنى من دولة الشرع أن تضم الطوائف والأقليات لمظلة الدولة، كي لا يكون هناك حركات انفصالية، من قبل العلويين والأكراد والمسيحيين، خصوصاً بعد تفجير كنيسة مار الياس، الذي أزال الطمأنينة لدى المسيحيين هناك، للأسف.

نرى اليوم تجدد لحركات أصولية ولخلايا داعش، هل لديكم مخاوف من عودة الاغتيالات والتفجيرات؟ 

بداية، يجب أن نضبط الحدود بين لبنان واسرائيل، ولبنان وسوريا، وهذا أمر ضروري وملح اليوم، خصوصاً بعد دخول عدد من السوريين إلى لبنان، إذ لا يوجد ضبط للمعابر غير الشرعية.

مع تمسك حزب الله بسلاحه، هل تتحول المعركة لتثبيت وجود في الداخل اللبناني لربح مكاسب أكبر من الحكومة؟ 

لا أعتقد أن هناك ربح وخسارة عندما يكون الوضع متأزماً في لبنان، فالجميع سيخسر، وعسكرياً اليوم، حزب الله يعاني من إفلاس عسكري.

لكن لماذا لا يوجد رد حتى اليوم بشأن نزع السلاح، رغم العدوان الاسرائيلي المتكرر؟ 

السلاح الاسرائيلي استُعمِلَ سابقاً، ومن المحتمل إعادة استعماله، لذلك يجب التحذير من شرارة الحرب الداخلية اليوم، التي من الممكن أن تبدأ، ولا نعلم كيف ستهدأ وتنطفئ، لهذا السبب، يجب أن نكون جميعنا تحت سقف القانون، لأن السلاح أصبح مضراً للبنان، ويهددها أكثر مما يحميها.

اليوم بحسب المعطيات، القرار 1701 وبحسب وجهة نظر رئيس مجلس النواب نبيه بري، لا يوجد ضمانات أمريكية واضحة، هل ذلك يعني أن خطوة نزع السلاح من حزب الله ستكون مخاطرة؟ 

ستكون مخاطرة للحزب نفسه وليس للبنان، والأهم اليوم هو مستقبل لبنان، وليس مستقبل أي حزب، فنحن تحت سقف الدولة، وعلينا احترام هذه الدولة ومصالحها أولاً.

هل برأيك سيكون هناك انقسامات، وما المواقف التي من الممكن اتخاذها في موضوع نزع السلاح وتطبيق القرارات الدولية؟ 

نحن موعودون بمليارات لإعادة إعمار لبنان، فاليوم لبنان من أفقر البلدان في العالم، فوضع الشعب اللبناني لا يُحسد عليه، وإذا كنا نريد استثمارات خارجية علينا نزع السلاح، وإعادة بناء لبنان على مبدأ الاحترام المتبادل، ولا يوجد سبيل آخر أمامنا، وإلا سنفتح حرباً إقليمية جديدة.

لكن في حال الإصرار على عدم تسليم السلاح، كيف يمكن للبنان أن يحمي نفسه من حرب أخرى مع اسرائيل؟ 

هناك حل واحد، وهو تسليم السلاح، وإلا سندخل من جديد في الحرب والقصف والدمار مثل الماضي، فالأفضل الخروج من تلك المشاكل والاهتمام ببناء لبنان، وأنا وجهت كلامي لحزب الله وأخواننا الشيعة بالقول: “إذا تم تسليم السلاح بدون ضغط، سيكون موقفاً وطنياً يعبر عن لبنان الجديد بداخله وخارجه”

هل هناك خوف من حرب جديدة في ظل هذا التعنت؟ 

طالما أن إسرائيل تشعر بتهديد ما، ستظل الحرب مستمرة، وستخلق ذريعة جديدة للضرب والقصف والتدمير، لذلك يجب أن نظل كأقليات جميعنا تحت سقف القانون.

لماذا ابتدأ التهويل والإشاعات في موضوع ضم طرابلس لسوريا، وضم جزء من لبنان لاسرائيل؟ 

لم نسمع بهذا التهديد بشكل رسمي، ولا أعتقد أن لدى سوريا طموح في أخذ جزء من سوريا، أما بالنسبة لإسرائيل، فهي تريد مياه لبنان، وهي بالفعل أخذت كل مياه الجولان السوري. 

بالنسبة لملف انتخاب المغتربين، برأيك، لماذا أخذ الموضوع أكثر من حجمه؟ 

هذا موضوع جدل وصراع داخلي يلهي العالم عن موضوع أكبر، وهو موضوع الصراع، ونحن متمسكون بالمئة وثمانية وعشرين نائباً، لأن نصف الشعب اللبناني اليوم مغترب وخارج الوطن الأم، وأُجبِرَ على ترك بيوته ووطنه.

اليوم نرى شيخ عقل الموحدين الدروز والسيد وليد جنبلاط متمسكَين بإدانة أي عمل يثير النعرات الطائفية والمذهبية، لماذا دائماً يُستَخدَمُ الدين والسلاح لاسترجاع الحقوق؟ 

لأن الدين أسهل طريقة لخلق فتن طائفية، وهي ذات الطريقة التي وقع فيها لبنان والعالم، وهذا دليل تأخر، مع الأسف.

هل يوجد لديك مخاوف من هذه الوسيلة اذا استُعمِلَت في الداخل اللبناني؟ 

لبنان ومنذ عام 1975 يعيش في نفس هذا السياق الطائفي، لكن أعتقد أن هناك حالة من النضوج لدى الشعب اللبناني اليوم، تمنعه من الانزلاق في هذه المشاكل مرة أخرى، وإذا تسلم السلاح، ستكون آخر شرارة للنزاعات والحروب بالداخل اللبناني.

ماهي التحولات الجيوسياسية التي تهدد لبنان والمنطقة بالعموم وخصوصاً سوريا؟ 

سوريا قررت البدء بالقرارات العربية، لكننا نعاني في لبنان من تأخير وتردد غير مبرر، ولم نتخذ الإجراءات اللازمة للتخلص من المصائب، وهذه تبقى ضمن علامات استفهام.

برأيك، هل ستتم الانتخابات النيابية بموعدها المحدد؟ 

الجواب يعتمد على الظروف التي ستمر بها البلاد، لكننا متمسكون بإجراء الانتخابات بمواعيدها المحددة.

بالنسبة لملف المفاوضات النووية الإيرانية الأمريكية، وتدمير المنشآت النووية الإيرانية، برأيك، هل هذا كافٍ للتخلص من النظام الإيراني بالنسبة لأمريكا؟ 

إيران تهدد أمريكا والشرق الأوسط، فهي لم تزرع سوى المشاكل، ومن الواضح أن لديها مشروعاً توسعياً، والمنشآت النووية دُمِّرَت، لكن بالنسبة لشكل نظام الحكم، فهو عائد للشعب الإيراني، وأعتقد أن الشعب سينقلب على الحكومة عند أول فرصة سانحة.

هل سيتم تنظيم العلاقات مع سوريا بشأن ملف عودة النازحين السوريين؟ 

نأمل أن تظل وزارة الخارجية على تواصل مع السلطات السورية، فمن حق كل نازح العودة لأرضه، وأعتقد أن العمل قد بدأ لتأمين المال اللازم للإعمار لضمان عودة النازحين، كذلك بالنسبة للبنان وتكاليف المساعدات للسوريين، والتي تقارب 40 مليار دولار لإيواء النازحين، وهي نسبة العجز اللبناني.


‫شاهد أيضًا‬

قسد تتصدى لهجوم في ريف ديرو زعورو وتتهم دمشق بالتصعيد

ديرو زعورو (دير الزور), شمال وشرق سوريا – في أحدث فصول التوتر المستمر بين قوات سوريا الديم…