‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

افتتاح دار اللؤلؤ المنثور (بيرولي بديري) في كاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار في حموث (حمص)

حموث (حمص)، سوريا ─ تعاقبت على سوريا خلال تاريخها الممتد منذ آلاف السنين، العديد من الحضارات التي أغنت التراث العالمي والإنساني، ومن أبرزها الحضارة السريانية (الكلدانية-الآشورية-الآرامية)، ابتداءً من الوثنية وحتى اعتناقها المسيحية، ولعل أبرز المناطق السورية التي تشبعت بتلك الحضارة هي حموث (حمص)، التي أصبحت _ كغيرها من المناطق السورية _ منارةً ومنطلقاً لنشر الديانة المسيحية بمذهبها السرياني، ولعبت دوراً بارزاً في الحفاظ على الموروث الديني المسيحي، من خلال الكنائس التي تُعتبر من أوائل الكنائس في تاريخ المسيحية، ككنيسة أم الزنار، التي يعود تاريخها للقرن الأول الميلادي (عام 59)، وهي الكنيسة التي حُفِظَ فيها زنار ثوب مريم العذراء، خلال انتقالها، بالإضافة للجامعات والمكتبات التي أغنى محتوياتها عدد من البطاركة والمطارنة، كالبطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم، (1887-1957)، الذي قضى أكثر من نصف قرن في دراسة اللغة السريانية وآدابها وعلاقتها ببقية اللغات السامية، وقراءة وإصدار عدة مؤلفات في تاريخ السريان المدني والكنسي، ومنها (بيرولي بديري) “اللؤلؤ المنثور في تاريخ العلوم والآداب السريانيةعام 1943، المؤلف من 560 صفحة، والذي يوثق في 30 فصلاً، تاريخ الكنيسة السريانية وطقوسها وموسيقاها وأسرارها المقدسة، واللغة السريانية وقواعدها، وشروحات للكتاب المقدس (الإنجيل بعهديه القديم والجديد)، والمخطوطات ومؤلفات الأبرشيات والمطارنة والبطاركة الأوائل، وسير الشهداء والقديسين، على مدار 1800 عام، بالإضافة للعلوم والترجمات.

ذلك الكتاب وغيره من المؤلفات، جُمِعَت على مدى عشرات _ إن لم يكن مئات السنين _ وحُفِظَت في أماكن مختلفة من العالم، ومن بينها حموث (حمص)

اقرأ أيضاً: قننشري: عُش النسر حيث التقت العوالم وعلت المعرفة

مساء يوم الأحد 27 تموز 2025، وصل قداسة البطريرك السرياني الأرثوذكسي، مار اغناطيوس أفرام الثاني، برفقة نيافة المطران مار أوكين القس، والأستاذ ماهر كورية، لكاتدرائية السيدة العذراء أم الزنار، وكان في استقباله راعي أبرشية حموث (حمص) وحمتو (حماة) وتوابعها للسريان الأرثوذكس، المطران مار تيموثاوس متى الخوري، والآباء الكهنة وأعضاء لجنة وقف الكاتدرائية ووكيلها.



وبعد استراحة قصيرة في صالة المطرانية، قام قداسته بافتتاح دار اللؤلؤ المنثور _ وهي مكتبة أنشأها نيافة المطران مار تيموثاوس متى الخوري، ضمن دار المطرانية، وقد ضمّت جميع الكتب التي كانت موجودة في المطرانية، في زمن المثلثي الرحمات، المطران مار ملاطيوس برنابا، والمطران مار سلوانس بطرس النعمة، بالإضافة إلى مكتبة راعي الأبرشية الشخصية.

وقد تم تأهيل الدار بشكل كامل، وتجهيزه بالأثاث، بتبرع سخي من السادة: منذر ومجيد ومرهف، والسيدة منى نزهة.

وبعد الافتتاح والتجول في أرجاء المكتبة، أقام قداسة البطريرك صلاة تشمشت (خدمة) الأحبار والكهنة أمام ضريح المثلث الرحمات البطريرك مار اغناطيوس أفرام الأول برصوم، وكذلك رتبة خدمة العذراء مريم، أمام زنارها الشريف.

ودار اللؤلؤ المنثور- مكتبة البطريرك العلامة مار اغناطيوس افرام الاول برصوم، هي مركز فكري يهتم راعي الابرشية بجعله مرجعاً للكتب والأبحاث السريانية على اختلافها، بالإضافة إلى الكتب التي تتعلّق بالسريان والشعوب المشرقية عامة، والعلوم اللاهوتية والدينية.

كما ستتوفر جميع المخطوطات السريانية وغيرها والكتب القديمة بصيغة رقمية، وأيضاً الألحان السريانية والفلكلور السرياني والتراث الصددي وغيره، وكلها ستكون في متناول أيدي الباحثين والأكاديميين وطلاب العلم والمعرفة.

‫شاهد أيضًا‬

قسد تتصدى لهجوم في ريف ديرو زعورو وتتهم دمشق بالتصعيد

ديرو زعورو (دير الزور), شمال وشرق سوريا – في أحدث فصول التوتر المستمر بين قوات سوريا الديم…