‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

اعتصام موحَّد يعمّ مدن وبلدات السويداء تنديداً بالحصار والمجازر الموثَّقة

السويداء – لبّى مئات من أبناء محافظة السويداء، من مختلف القرى والبلدات، دعوات لاعتصامٍ موحَّد احتجاجاً على الحصار الذي يقولون إن السلطات تفرضه على المحافظة، وعلى ما يصفونه بسياسة “التجويع الممنهج” والجرائم المرتكبة بحق المدنيين. وطالب المشاركون بحمايةٍ دولية وفتح ممراتٍ إنسانية عاجلة.

وبحسب منظّمين محليين، جرى الاعتصام يوم الاثنين في 28 تموز/يوليو 2025، فيما نسبت رواياتٌ أخرى الحدث إلى 29 تموز/يوليو، وهو تاريخٌ يوافق يوم الثلاثاء هذا العام. وعلى امتداد نهار الاعتصام، خرج الأهالي في بلدات وقرى عدّة بينها المنيذرة، صلخد، القريا، عرمان، سهوة الخضر، شهبا، وبلدة الكفر، في تجمّعاتٍ تخلّلتها هتافات تطالب بتأمين المعابر الإنسانية ووقف الانتهاكات بحق السكان.



وجاء التحرّك بعد ساعاتٍ على صدمةٍ جديدة هزّت أبناء الطائفة الدرزية في سوريا: اغتيال الشابين دريد هاشم الشبلي عزّام ومهند هاشم الشبلي عزّام أمام متجرهما في منطقة برزة بدمشق، في هجومٍ مسلّح وصفته مصادر محلية بأنه “اغتيال على الهوية”. وقد أعاد الحادث تأجيج المخاوف من اتساع دائرة العنف خارج حدود المحافظة.

وزاد من وطأة المشهد ما كشفته وكالة “رويترز” هذا الشهر بعد تحقّقها من ثلاثة مقاطع فيديو يظهر فيها مسلّحون بلباسٍ عسكري وهم ينفّذون عمليات إعدام بحق 12 مدنياً من أبناء الطائفة الدرزية في ثلاثة مواقع داخل السويداء. وبحسب الوكالة، استُخدمت معالم بارزة لتحديد المواقع جغرافياً، وثُبّتت تواريخ الأحداث عبر مقابلات مع سبعة من أقارب وأصدقاء الضحايا. ورغم اعتقاد العائلات بأن قواتٍ تابعة للحكومة السورية تقف وراء عمليات القتل، لم تتمكّن “رويترز” من التحقّق بصورةٍ مستقلة من هويات المنفّذين.



في خلفية هذه الوقائع، يشتكي ناشطون مدنيون من تردّي الأوضاع المعيشية ونقصٍ مزمن في المواد الأساسية، ويحمّلون السلطات مسؤولية حصارٍ يقولون إنه يهدف إلى كسر إرادة الاحتجاج. وتصرّ الحكومة على أنها تواجه “مجموعات مسلّحة خارجة عن القانون”، فيما يردّ المحتجّون بأن تحرّكاتهم سلمية وأن مطالبهم محصورة بالأمان والخبز وحرّية الحركة.

وبين الاتهامات المتبادلة والتصعيد المتقطّع، يعوّل سكّان السويداء على ضغطٍ دولي لوقف الانتهاكات وفتح قنوات الإغاثة، بينما يخشى كثيرون أن تتحوّل المحافظة – التي ظلّت لسنوات بعيدة نسبياً عن خطوط القتال – إلى ساحةٍ جديدة لتصفية الحسابات في حربٍ لم تتعب بعد من إعادة إنتاج نفسها.



 

‫شاهد أيضًا‬

قسد تتصدى لهجوم في ريف ديرو زعورو وتتهم دمشق بالتصعيد

ديرو زعورو (دير الزور), شمال وشرق سوريا – في أحدث فصول التوتر المستمر بين قوات سوريا الديم…