‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

إدراج اللغة السريانية ضمن هيئة الاعتماد الوطنية للمترجمين التحريريين والشفويين في استراليا

كانبيرافي تطور لافت يعكس تزايد الاهتمام باللغات التراثية في المجتمعات متعددة الثقافات، أعلنت هيئة الاعتماد الوطنية للمترجمين التحريريين والشفويين في أستراليا رسميًا عن إدراج اللغة السريانية ضمن نظامها للاعتراف اللغوي، ما يتيح للمتحدثين بها الحصول على اعتماد مهني في مجالي الترجمة التحريرية والفورية. 

القرار الذي طال انتظاره يُعد إنجازًا تاريخيًا للجاليات السريانية (الآشورية-الكلدانية-الآرامية) في أستراليا، ويمثل اعترافًا رسميًا بلغة ضاربة جذورها في عمق التاريخ، لكنها لا تزال حاضرة في الحياة اليومية للشتات المشرقي.

من هي هيئة الاعتماد الوطنية للمترجمين التحريريين والشفويين؟  

هيئة الاعتماد الوطنية الأسترالية للمترجمين التحريريين والشفويين، ، هي الجهة الوحيدة المخوّلة لمنح شهادات اعتماد للمترجمين التحريريين والشفويين في البلاد. وتُعد هذه الشهادات أساسية لممارسة الترجمة بشكل رسمي في مؤسسات الدولة، إذ تُلزم حامليها بالمعايير المهنية المطلوبة، سواء في المحاكم أو المستشفيات أو المدارس أو المراكز الاجتماعية. 

السريانية الكلاسيكية والمعاصرة: تصنيفات مزدوجة 

وفقًا للبيانات الرسمية، يُعترف داخل هيئة الاعتماد الوطنية للمترجمين التحريريين والشفويين بلهجتين معاصرتين تنحدران من السريانية التقليدية، وهما: الآشورية والكلدانية.

هاتان اللهجتان تُكتبان بالحروف السريانية وتُستخدمان على نطاق واسع بين الجاليات السريانية في المدن الكبرى مثل سيدني وملبورن. أما السريانية الكلاسيكية، فهي غير مدرجة حاليًا ضمن اختبارات الاعتماد، وتُصنّف كلغة تراثية تُستخدم أساسًا في السياقات الدينية والأكاديمية وأدب الكنائس المشرقية. 

الحاجة الميدانية 

القرار جاء استجابة لحاجة متزايدة لخدمات الترجمة الفورية والتحريرية في المجالات الحيوية، مثل الرعاية الصحية، القضاء، التعليم، والعمل الاجتماعي. ويأمل المجتمع السرياني أن يسهم هذا الاعتراف في دعم لغتهم الأم ونقلها للأجيال القادمة، إلى جانب تعزيز فرص العمل لمتحدثي السريانية في المجالين العام والخاص. 

نحو التعداد السكاني لعام 2026 

يأتي هذا التطور بالتوازي مع جهود مستمرة بذلتها الجالية لإدراج اللغة السريانية رسميًا في استمارات التعداد السكاني الأسترالي المقبل عام 2026. وهو تحرّك يحمل أبعادًا تتجاوز الاعتراف الإداري، ليمس جوهر الهوية والانتماء في وطن بات يتبنى التنوع كقيمة مركزية. 

في أمة تُجسّد التعدد الثقافي كأحد أعمدتها، بات صوت السريانية مسموعًا — لا في الكنائس وحدها، بل في مؤسسات الدولة أيضًا.


‫شاهد أيضًا‬

إدارة مطعم “يو كي بيتزا أند مور” تقدم اعتذاراً خاصاً للمسيحيين

أربائيلو (أربيل)، إقليم كردستان العراق ─ “لاتَ ساعة مندمِ” أو حين لا ينفع الند…