‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

مبادرة “حدائق التين” في دير مار موسى لتخليد لذكرى المغيبين وتحية للأب باولو

دير مار موسى (ريف دمشق) — على سفح جبليّ يعلو بلدة النبك شمال العاصمة السورية، اجتمع ناشطون ومحبون لإحياء ذكرى المغيبين قسرًا، في مبادرة إنسانية تحمل اسم “حدائق التين”. المبادرة التي انطلقت في دير مار موسى الحبشي، جمعت بين الرمزية البيئية والرواية الفردية، لتكون مساحة حيّة تُسجَّل فيها أسماء من غيّبتهم السجون أو الحروب أو النسيان. 

في أجواء سادها التأمل والامتنان، علّق الحاضرون ألواحاً خشبية كتبت عليها أسماء أحبّائهم الغائبين، بينهم من اختطفوا أو قضوا دون قبور. لوحة باسم الأب باولو دلّيو، الراهب الإيطالي الكاثوليكي الذي اختُطف قبل 12 عامًا، وُضعت إلى جانب أخرى تحمل اسم المخرج الراحل باسل شحادة، الذي قُتل في حموث (حمص) عام 2012 إثر قصف جوي. 

في سياق الفعالية، ترأس المطران مار يوليان يعقوب مراد، مطران حموث (حمص) وحماة والنبك وتوابعها للسريان الكاثوليك، قدّاسًا بمناسبة مرور 12 عامًا على اختطاف الأب باولو على يد تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (داعش) في مدينة الرقة. في كلمته، شدّد المطران مراد على “أننا هنا لنُعبّر عمّا في قلوبنا من عرفان ووفاء لرجلٍ خدم هذا الدير وهذه الأرض بصدق، سواء أكان أسيرًا أو شهيدًا”. 

وتابع قائلاً: “إن ما ينقذ السوريين اليوم ليس السلاح ولا الانتقام، بل الوعي والتضامن، ورفض منطق القتل. وحده هذا النهج يعيد السلام والكرامة”. 

المبادرة، بحسب منظّميها، تهدف إلى أن تكون نواة لذاكرة جماعية بديلة، لا تتوسل الأرشيف الرسمي، بل تنبع من الحكايات الصغيرة والحنين والدمع. 

الأب باولو، الذي كرّس أكثر من ثلاثين عامًا في خدمة الحوار بين الأديان في سوريا، أعاد الحياة إلى دير مار موسى المهجور، وجعل منه مركزًا روحيًا وثقافيًا، يستقبل المسلمين والمسيحيين على حدّ سواء. اختفاؤه لا يزال جرحًا مفتوحًا، يحاول السوريون اليوم تضميده بالذاكرة والمحبة. 

‫شاهد أيضًا‬

إدارة مطعم “يو كي بيتزا أند مور” تقدم اعتذاراً خاصاً للمسيحيين

أربائيلو (أربيل)، إقليم كردستان العراق ─ “لاتَ ساعة مندمِ” أو حين لا ينفع الند…