ذكريات من عين العجوز: حين كانت البساطة تجاور المحبة
وادي النصارى – في قرية عين العجوز الواقعة بين تلال وادي النصارى الخضراء، يجلس العم نوفل عيسى سلوم (شحود) مسترجعاً ذكريات زمنٍ ولى. وُلد نوفل عام 1972 في قرية بصومع التابعة لعين العجوز، حيث نشأ في منزل متواضع بين عائلات مترابطة جمعتها البساطة وروح الجماعة.
يقول العم نوفل: “أيامنا كانت مليئة بالمحبة والصدق رغم الفقر. كنا نتقاسم الفرح والحزن، وكان الجميع سنداً لبعضهم“.
كانت القرية تضم ثلاث عائلات رئيسية: شحود، شهيّب، والحجل، إلى جانب بضع عائلات صغيرة. أما كنيسة القرية، “كنيسة السيدة”، فقد شُيّدت عام 1906 وما زالت قائمة حتى اليوم، رغم غياب كاهن مقيم، حيث يزور القرية رجال دين من بلدات مجاورة ككفرا ومرمريتا والناصرة.
اعتمد السكان على الزراعة وتربية المواشي كمصدر رئيسي للعيش. “بدأتُ التعلم في العاشرة من عمري. لم تكن هناك مدرسة، فافتُتحت مدرسة صغيرة في الكنيسة. درست حتى الصف الرابع، ثم تابعت تعليمي في الناصرة. كان والدي رافضاً للفكرة، لكنني حصلت على الشهادة بنجاح”، يروي سلوم.
عمل لاحقًا محاسبًا في قسم شرطة تلكلخ، ثم انتقل إلى قرية عين الصوان حيث تزوج ورُزق بأول أبنائه، عبدو.
ويتوقف عند مشهد أوسع من الماضي، قائلاً: “العثمانيون حكموا سوريا لأكثر من أربعة قرون دون أن يتركوا أثرًا عمرانيًا يُذكر، بل أثقلوا كاهل الناس بالضرائب. أما الفرنسيون، رغم فترة حكمهم الأقصر، فبنوا المدارس والطرقات والجسور التي ما زالت قائمة حتى اليوم“.
يضم وادي النصارى، المعروف أيضاً بـ“وادي النضارة” أو “وادي المسيحيين”، نحو 50 قرية ذات غالبية مسيحية، من أبرزها الناصرة، الحواش، مرمريتا، المزينة، كفرا، والمشتاية. وهو منطقة تتميز بتنوعها الثقافي والديني، وبموقعها الجغرافي بين جبال الساحل السوري وجبال لبنان، مما يمنحها مناخًا معتدلاً صيفًا وباردًا شتاءً. جمال الطبيعة هنا يتماهى مع إرثٍ حضاري يعود لمئات السنين، ما يجعل الوادي وجهة سياحية وثقافية فريدة من نوعها داخل سوريا وخارجها.
قسد تتصدى لهجوم في ريف ديرو زعورو وتتهم دمشق بالتصعيد
ديرو زعورو (دير الزور), شمال وشرق سوريا – في أحدث فصول التوتر المستمر بين قوات سوريا الديم…