‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

مشروع “باركو” يثير انقسامًا في شوارع زالين: تنظيم المرور أم عبء على السوق؟

زالين (القامشلي)، شمال شرقي سوريا في محاولة للتعامل مع الاكتظاظ المروري المتزايد في مدينة زالين (القامشلي)، أطلقت السلطات مشروع “باركو” لتنظيم مواقف السيارات وتأمين مساحات ركن مأجورة في الشوارع الرئيسية. لكن رغم نوايا المشروع في تحسين المشهد المروري، انقسمت آراء سكان المدينة، خاصة أصحاب المحال التجارية. 

ريفان درويش، مدير شركة “باركو”، قال في تصريح خاص لسيرياك برس إن الفكرة جاءت استجابة للضغط المتزايد على البنية التحتية. وأضاف: “أردنا حلاً عمليًا لتزايد عدد السيارات في المدينة. بدأنا بثلاثة شوارع رئيسية تضم 150 موقفًا، مع تخصيص مساحات لسيارات الإسعاف وذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى مواقف خاصة للمرور”. 

المشروع يتضمن أيضًا طاقمًا ميدانيًا يتولى تنظيم المركبات ومنع المخالفات، مما يعزز السلامة العامة في المنطقة، حسب ما أفاد درويش. 

لكن الصورة ليست وردية للجميع. في السوق الرئيسي للمدينة، يشعر بعض التجار بالضرر المباشر نتيجة القرار الجديد.



أديب علي، أحد أصحاب المحال، يقول: “امتلأ السوق بالسيارات، ولم يعد هناك متسع للمشاة أو للزبائن الراغبين في الدخول إلى المحلات. نطالب بنقل مواقف السيارات بعيدًا عن السوق”. 

أما زكريا قشاش، صاحب محل للحلويات الشامية، فأشار إلى تراجع ملحوظ في أرباحه بعد تطبيق المشروع: “السيارات تغلق الممرات، ولم يعد من السهل على الزبائن الوصول إلى المحل”. 

في المقابل، رحب آخرون بالمشروع، معتبرين أنه خطوة في الاتجاه الصحيح. فادي سليمان، أحد سكان المدينة، أشار إلى أن “الخطوة ساعدت فعليًا في تخفيف الازدحام، ونتمنى توسيع التجربة لتشمل الشوارع الفرعية والضيقة أيضًا”. 

وفقًا للقائمين على المشروع، تُجرى حاليًا دراسات فنية لتوسيع التغطية إلى شوارع جديدة وبناء كراجات مخصصة. لكن التوسعة لن تتم إلا بعد تقييم شامل للآثار الجانبية ومحاولة التوصل إلى حلول ترضي جميع الأطراف. 

وفيما تواصل مدينة زالين سعيها نحو التوازن بين التحديث والحفاظ على ديناميكية السوق، يبقى “باركو” تجربة حية على تعقيد إدارة المدن في مرحلة ما بعد الحرب.



 

‫شاهد أيضًا‬

قسد تتصدى لهجوم في ريف ديرو زعورو وتتهم دمشق بالتصعيد

ديرو زعورو (دير الزور), شمال وشرق سوريا – في أحدث فصول التوتر المستمر بين قوات سوريا الديم…