‫‫‫‏‫4 أسابيع مضت‬

المخيم الصيفي للشباب الآراميين في إسرائيل يمزج بين التراث والهوية والاندماج

الجليل، الأراضي المقدسة – بين أشجار الزيتون وتلال الجليل المتمايلة، انطلق مخيم صيفي فريد من نوعه، جمع عشرات الشبان المسيحيين الإسرائيليين تحت رايتين: العلم الأزرق والأبيض لدولة إسرائيل، وراية الأسد الذهبي على خلفية حمراء التي ترمز إلى الأمة الآرامية. 

الجمعية المسيحية الآرامية الإسرائيلية، التي أسسها شادي خلوّل، الجندي السابق في جيش الدفاع الإسرائيلي والمدافع المعروف عن حقوق الآراميين في إسرائيل، أطلقت مخيمها السنوي المخصص للشباب الناطقين بالآرامية من المسيحيين والسريان الموارنة من قريتي كفر برعم والجش. 

وكتب خلوّل على منصة “إكس” (تويتر سابقاً): 

“سيكتسب شبابنا من المسيحيين الآراميين والموارنة في كفر برعم والجش، المعرفة بهويتهم القومية الآرامية، وتراثهم ولغتهم. إسرائيل اعترفت بهويتنا القومية الآرامية عام 2014، ونحن ممتنون لذلك. وهناك إنجازات أخرى قادمة.” 

بالنسبة لخلوّل وفريقه، فإن المهمة الأساسية تتمثل في إحياء الوعي القومي المستند إلى اللغة الآرامية والتراث المسيحي الشرقي، مع تعزيز الانخراط الكامل في الحياة المدنية الحديثة داخل دولة إسرائيل. وقال خلوّل: “شبابنا هم مستقبل شعبنا، ويستحقون أن نستثمر وقتنا وجهدنا في تثقيفهم حول هويتهم الآرامية.” 

على مدار عدة أيام، يجمع المخيم بين دروس اللغة، وورش العمل الثقافية، والنشاطات الترفيهية. ففي اليوم الثالث مثلاً، بدأ المشاركون بجلسة تعليمية حول اللغة الآرامية وأهمية الحفاظ على هذا اللسان العريق الذي كان منتشراً في أنحاء الشرق الأوسط، ولا يزال يُستخدم طقسياً لدى السريان الموارنة والسريان الكاثوليك والكلدان. واختُتم اليوم بجولة حماسية من ألعاب الليزر، مما أضفى توازناً بين التعليم والمتعة. 

لكن ما خلف الألعاب ودروس القواعد اللغوية هو جهد أعمق نحو الاندماج. 

يقول خلوّل: “سنواصل العمل من أجل دمج الشباب المسيحيين والآراميين في المجتمع الإسرائيلي”، مضيفاً أن نموذج الجمعية أثبت فاعليته بالفعل في تمكين الشباب الآراميين الإسرائيليين من النجاح أكاديمياً واجتماعياً داخل المجتمع الأوسع. وأضاف: “إسرائيل فقط هي من اعترفت بهويتنا القومية الآرامية. الدول العربية لم تفعل ذلك.” 

قرار إسرائيل عام 2014 بالسماح للمواطنين المسيحيين من أصول آرامية بالتسجيل كـ “آراميين” بدلاً من “عرب”، شكّل نقطة تحول تاريخية لعائلات مثل عائلة خلوّل. فلأعوام طويلة، شعر العديد من المواطنين المسيحيين في إسرائيل – خصوصاً أولئك الذين تعود أصولهم إلى التقاليد السريانية والمارونية – بأن هويتهم قد تم تهميشها تحت المظلة العامة لـ”العرب”، وهي تسمية لا تعكس تراثهم أو ولاءهم.



خلوّل، الذي ترشح سابقاً للكنيست، لطالما دافع عن مفهوم أن الحفاظ على هذه الهوية الفريدة يخدم المجتمع والدولة على حد سواء. ويقول مراراً: “نحن وطنيون إسرائيليون، ونفخر بجذورنا الآرامية.” 

المخيم هو أيضاً ردّ على عقود من التهميش الثقافي. فعدد قليل من المدارس في المنطقة يدرّس اللغة الآرامية، وكثير من الشباب يجهلون التاريخ المسيحي-الآرامي العميق الذي كان في يوم من الأيام عنصراً أساسياً في هوية المشرق. وتسعى الجمعية لتغيير ذلك – مخيماً بعد مخيم، وحصة بعد أخرى، وشاباً بعد شاب. 

ومع غروب الشمس على الجليل وطيّ الأعلام حتى اليوم التالي، تبقى رسالة خلوّل ثابتة: “أن نظل نغطي شبابنا برايتهم الآرامية وبعلم دولتهم إسرائيل، هو رسالتنا في الجمعية.” 

فبالنسبة لهذا المجتمع، فإن إحياء الهوية الآرامية لا يتعلق فقط بالماضي — بل بصياغة المستقبل. 

‫شاهد أيضًا‬

إدارة مطعم “يو كي بيتزا أند مور” تقدم اعتذاراً خاصاً للمسيحيين

أربائيلو (أربيل)، إقليم كردستان العراق ─ “لاتَ ساعة مندمِ” أو حين لا ينفع الند…