إيـشوع كوريـة: آمال حذرة في سوريا الجديدة ومخاوف من استمرار التهميش

بيت نهرين، سوريا – في أولى حلقات برنامج “قضيتنا” الذي تبثّه فضائية “سورويو”، قدّم عضو الهيئة الرئاسية في المجلس القومي لبيث نهرين، إيـشوع كورية، تقييماً دقيقاً ومباشراً لمجريات الوضع السياسي في سوريا، في مرحلة وصفها بـ “الحساسة والمفتوحة على احتمالات متعددة”.  

وخلال اللقاء الذي أجراه الإعلامي شليمون رهاوي، سلّط كوريّة الضوء على ما اعتبره “فرصة حقيقية للتغيير” في البلاد، لكنه حذر من أن السلوكيات الموروثة من النظام السابق لا تزال قائمة، رغم تغيير الأسماء في هرم السلطة.  

وقال كورية إن سقوط النظام السابق أعاد الأمل إلى بعض مكونات المجتمع السوري، ومنهم أبناء الشعب السرياني الآشوري الكلداني، لكن الواقع الميداني، خصوصاً في المناطق ذات الغالبية المسيحية مثل وادي النصارى، ما زال يعكس استمراراً للنهج الإقصائي وغياباً للعدالة.  

وأشار إلى أن حكومة أحمد الشرع، التي تولت الحكم بعد مرحلة انتقالية مضطربة، “لم تُحدث التغيير الجذري المأمول”، خاصة مع تزايد حالات الاحتجاج في مناطق كالسويداء وسقوط آلاف الضحايا المدنيين، وهو ما اعتبره دليلاً على “عجز الحكومة عن بسط سلطتها الفعلية على كامل التراب السوري”.  

التحدي الأكبر: مصير الأقليات 

كوريّة وجّه نقداً لاذعاً للسياسات المتبعة في إدارة محافظة إدلب سابقاً، وقال إن الحكومة اعتقدت خطأً أن بإمكانها تطبيق “نفس النموذج الإداري” على سائر المناطق السورية. وأضاف أن هذا التفكير انعكس سلباً على واقع الأقليات التي لا تزال مهمشة، وعلى رأسها المكونات المسيحية التي دفعت ثمناً باهظاً في ظل الحروب والتنظيمات المتطرفة.  

وفي حديثه عن جرائم داعش وجبهة النصرة، أشاد كوريّة بما وصفه بـ”بطولة وصمود أبناء شعبنا” في مواجهة هذا الإرهاب، محذراً في الوقت نفسه من أن استغلال التضحيات يجب أن يقترن برؤية سياسية واضحة، واستراتيجية تحفظ وجود هذا الشعب وحقوقه في وطنه الأم.  

الدعوة إلى الوحدة والشتات يتحمل المسؤولية  

وأكد كوريّة مجدداً على دعوة رئيس المجلس القومي، ميخائيل نعيم حادودو، إلى توحيد الصفوف بين الأحزاب والمؤسسات السريانية الآشورية الكلدانية، مشيراً إلى أن “التأثيرات الدولية، وخاصة من تركيا والولايات المتحدة، تجعل من الصعب التنبؤ بمصير سوريا”، ما يتطلب، وفق رأيه، يقظة قومية وموقفاً موحداً.  

وقال إن “المجلس الوطني المشرقي” أُسس ليكون إطاراً لتنسيق الجهود السياسية والفكرية للمكونات المسيحية في سوريا، داعياً في ختام اللقاء أبناء الجاليات في المهجر إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه شعبهم في الداخل، عبر دعم المطالب العادلة بحقوق قومية وثقافية ودينية متساوية في سوريا الجديدة