‫‫‫‏‫يومين مضت‬

تجدد تهديد د1عش يدفع وحدات حماية المرأة لتكثيف عملياتها في سوريا 

الحسكة، شمال وشرق سوريا — أعلنت قائدة بارزة في وحدات حماية المرأة (YPJ) هذا الأسبوع أنه منذ بداية عام 2025، نفّذت قواتها 60 عملية في شمال وشرق سوريا لاستهداف خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الإرهابي (د1عشأسفرت عن اعتقال 64 شخصًا، بينهم ثلاثة قادة بارزين.   

كشفت روهلات عفرين، عضو القيادة العامة لوحدات حماية المرأة، عن هذه الأرقام في مقابلة حصرية مع وكالة أنباء هاوار (ANHAمشيرة إلى ما وصفته بـالتهديد المتصاعدالذي يشكله عودة التنظيم الخفية وسط الفراغ السياسي المستمر في سوريا.   

أكدت عفرين أن الهزيمة الجغرافية لتنظيم د1عش في عام 2019 لا تعني نهايته الكاملة، موضحة أن التنظيم لا يزال يشكل تهديدًا، إذ أصبح عناصره أكثر تطرفًا وتشددًا، ويعتمدون أساليب سرية في تحركاتهم، مستغلين حالة الفوضى وعدم الاستقرار السائدة. 

قوات سوريا الديمقراطية تواجه تنامي خطر د1عش 

شنت قوات سوريا الديمقراطية، المدعومة من التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، عمليات مركزة في مناطق رئيسية مثل دير الزور، الرقة، والحسكة. ووفقًا لتصريحات المسؤولين، نجحت هذه العمليات في منع هجمات مخطط لها على مخيمات اللاجئين ومراكز الاحتجاز، بالإضافة إلى تفكيك عدة شبكات تابعة لتنظيم د1عش. 

وأسفرت العمليات عن مقتل ستة مقاتلين من د1عش، بينما كشف المعتقلون عن خطط لاستغلال الوضع المتأزم في سوريا، حيث أصبحت الأرض خصبة لانتشار الأيديولوجيات المتطرفة نتيجة سنوات من الحرب والتدخلات الأجنبية وانهيار السلطة المركزية. 

وأضافت  عفرين: “يعمدون إلى زرع الألغام، وتنفيذ الكمائن، واستغلال المدنيين تحت ذرائع دينية، في محاولة لإعادة بث الخوف ونشر الفوضى، ليس في مناطقنا فحسب، بل في عموم الجغرافيا السورية.” 

الصحراء ملاذ آمن للمسلحين: تنظيم د1عش يتمدد ويستغل الثغرات الأمنية 

سلّطت عفرين الضوء على الصحراء الشرقية الواسعة في سوريا، القريبة من الحدود العراقية، بوصفها مركزاً رئيسياً لتحركات مقاتلي تنظيم داعش. وأوضحت أن العديد من المسلحين يتسللون عبر الحدود باستخدام هويات مزيفة أو أسماء مستعارة، مستفيدين من ضعف الرقابة الأمنية وتواطؤ بعض الجهات أو تجاهل الحكومات المجاورة. 

وقالت: “أظهرت التحقيقات أن عدداً كبيراً من هؤلاء يأتون من دول إما تتغاضى عن وجودهم أو تعجز عن استعادة مواطنيها. هذه ليست أزمة سورية فحسب، بل قضية دولية تتطلب استجابة شاملة.” 

وشهدت مناطق غير متوقعة، منها الساحل السوري ومحافظة السويداء في الجنوب، أعمال عنف مرتبطة بالتنظيم، في مؤشر على اتساع رقعة نشاطه ونفوذه الأيديولوجي. 

دعوة لتعاون دولي فعّال لمواجهة التهديدات المتصاعدة 

أشادت عفرين بالدعم اللوجستي والمعلوماتي الذي يقدّمه التحالف الدولي، لكنها حذّرت من أن حجم التدخل الدولي الحالي لا يرقى إلى مستوى التهديد المتنامي. 

وقالت: “يوجد الآلاف من عناصر تنظيم د1عش محتجزين في السجون والمخيمات، وكثير منهم من جنسيات غير سورية. ومن دون استمرار التعاون الدولي، لن نتمكن من تأمين هذه المنشآت بمفردنا.” 

وأوضحت أن التهديد يتجاوز حدود سوريا، مضيفة: “في حال انهيار هذه السجون، لن تكون الأزمة محلية فقط، بل سنواجه أزمة أمنية عالمية متجددة.” 

ودعت عفرين الحكومات الغربية إلى تحمّل مسؤولياتها من خلال استعادة مواطنيها المحتجزين في المنطقة، وتعزيز الدعم السياسي واللوجستي للقوى التي تتصدر المواجهة على الأرض، وفي مقدمتها قوات سوريا الديمقراطية (قسدووحدات حماية الشعب ، ووحدات حماية المرأة . 

الصمود في مواجهة الإرهاب والسعي نحو السلام 

على الرغم من التحديات الكبيرة ، أبدت عفرين عزماً لا يلين، مؤكدة أن القوات ذات القيادة الكردية ستواصل جهودها في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن داخل مخيمات اللاجئين ومراكز الاحتجاز. 

وقالت: “تهدف هذه العمليات إلى حماية مجتمعاتنا، بالإضافة إلى حماية العالم من عودة تنظيم د1عش 

وختمت عفرين بنداء مباشر إلى سكان المنطقة والفاعلين السياسيين قائلة: “يجب على الجميع أن يدرك أن تهديد د1عش لم ينته بعد، وأن ضحاياه ستكون من شعبنا. ولتفادي ذلك، نحن بحاجة إلى اليقظة والتعاون والشعور المشترك بالمسؤولية.” 

في ظل استمرار تفكك سوريا وتحول اهتمام المجتمع الدولي إلى قضايا أخرى، تحمل كلمات عفرين تحذيراً واضحاً: الصراع مع د1عش لم يُحسم بعد، وربما يكون قد دخل مرحلة جديدة أكثر تعقيداً.

‫شاهد أيضًا‬

لجنة “السلام والمجتمع الديمقراطي” متعددة الأحزاب تعقد اجتماعها الأول في البرلمان التركي

أنقرة – عقدت اليوم اللجنة البرلمانية متعددة الأحزاب المعروفة باسم “لجنة السلام والمج…