البطريرك السرياني الماروني يدعو إلى العدالة عشية الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت
بكركي، لبنان — عشية الذكرى الخامسة لانفجار مرفأ بيروت، أحد أعنف الكوارث في زمن السلم منذ هيروشيما، وجّه البطريرك السرياني الماروني بشارة بطرس الراعي، خلال عظة الأحد، نداءً وطنياً صريح يدعو إلى تحقيق العدالة، وإعادة بناء الثقة، واستنهاض الضمير الجماعي في لبنان.
ومن بكركي، المقر البطريركي، أطلق الراعي صوته داعياً السلطة القضائية إلى استكمال التحقيق المتوقف في انفجار مرفأ بيروت عام 2020، ذلك الانفجار الذي هزّ العاصمة، وأودى بحياة أكثر من 220 شخصاً، وأصاب الآلاف، ودمّر أجزاء كبيرة من المدينة.
وقال: “نصلي من أجل أرواح الضحايا ونقف إلى جانب عائلاتهم”، مضيفاً: “نوجّه دعمنا للقاضي طارق البيطار وندعوه إلى مواصلة عمله بشجاعة واستقلالية حتى تتحقق العدالة”.
تحقيق القاضي البيطار كان ولا يزال يواجه عراقيل سياسية وضغوطاً قانونية متكررة من جهات نافذة ضمن منظومة المحاصصة الطائفية في لبنان. وفي إشارة غير مباشرة إلى هذا الواقع، شدد الراعي على أن “لبنان لا يمكن أن يُنقذ إلا بقضاء مستقل فوق الجميع”.
لقد تحول الانفجار، الذي نتج عن تخزين مئات الأطنان من نيترات الأمونيوم بطريقة غير آمنة، إلى رمز صارخ للفساد والإهمال الذي يعصف بالدولة اللبنانية. وخمس سنوات من الانتظار بلا محاسبة عمّقت من شعور اللبنانيين بالمرارة وانعدام الثقة.
لكن خطاب البطريرك لم يقتصر على المطالبة بالعدالة، بل حمل قلقًا بالغًا على مسار البلد، متسائلاً: “هل لا نزال أوفياء لهوية لبنان القائمة على التعددية، والحرية، والحوار؟ هل لا زلنا نحمل رسالتنا بثبات وشجاعة؟”.
كانت تلك رسالة شديدة اللهجة في بلد مزّقته الانقسامات الطائفية والشلل السياسي، ما أدى إلى تقويض ثقة الناس بالدولة، ودفع أعداداً كبيرة إلى الهجرة، وعطّل مسار الإصلاح وسط انهيار اقتصادي خانق.
وقد وجّه الراعي نداءه إلى النخبة السياسية وسائر أبناء الشعب، داعيًا إلى صحوة وطنية تُعيد للبنان ازدهاره، قائلاً: “ينبغي أن نبني دولة يُعلو فيها سلطان القانون على سلطة النفوذ، دولة تمنح شبابها الأمل، وتتوحد كلمتها دفاعًا عن الصالح العام.”
وختم بكلمات روحية تعكس جوهر المواطنة الحقّة: “كونوا أنتم صوت الحق، وصانعو المصالحة، وبناة العدالة. فالمواطن ليس أكثرية أو أقلية، بل إنسان، متساوٍ في الكرامة والحقوق”.
وفي ظل استمرار غياب العدالة، جاءت كلمات البطريرك الراعي بمثابة صرخة ضمير — تذكير مؤلم بما فُقد في الانفجار، ودعوة صادقة لما يجب أن يُبنى على أنقاضه.
رئيس الحكومة نواف سلام من مرفأ بيروت: “ارفعوا أيديكم عن القضاء” في الذكرى الخامسة للانفجار
بيروت — في مشهد رمزي مؤثّر، افتتح رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، مساء الجمعة، شارع …