‫‫‫‏‫يومين مضت‬

تجدد التوتر بين قوات سوريا الديمقراطية والحكومة السورية بعد هجوم صاروخي في ريف مابوغ (منبج)

مابوغ (منبج)، شمال سوريا – تفجّرت موجة جديدة من التوترات بين قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والحكومة السورية، بعد هجوم صاروخي استهدف موقعاً عسكرياً تابعاً للجيش السوري في قرية الكيارية بريف مابوغ (منبج مساء السبت 2 آب 2025، ما أدى إلى إصابة أربعة جنود وثلاثة مدنيين، وفق ما أعلنته وزارة الدفاع السورية. 

وفيما لم تُعلن أي جهة مسؤوليتها عن القصف، سارعت وزارة الدفاع السورية إلى اتهام “قسد” بالوقوف وراء الهجوم، مؤكدة أن قواتها “تنفذ في هذه اللحظات ضربات دقيقة تستهدف مصادر النيران التي استخدمتها قوات قسد”، بحسب ما نقلته وكالة “سانا” الرسمية. وأوضحت الوزارة أن راجمة صواريخ ومدفعاً ميدانياً تم رصدهما في محيط مدينة مسكنة شرق محافظة حولب (حلب)، قد استُخدما في الاعتداء. 

لكن رد “قسد” جاء سريعاً وحاداً. ففي بيان صادر عن مركزها الإعلامي بتاريخ 3 آب 2025، نفت القوات بشكل قاطع الاتهامات الحكومية، واصفة إياها بـ المزاعم”، ومؤكدة أن من بدأ بالتصعيد هي “فصائل غير منضبطة” ضمن صفوف الجيش السوري، التي نفذت قصفاً مدفعياً استهدف مناطق مدنية مأهولة في دير حافر، بأكثر من عشر قذائف. 

وقالت “قسد” إن قواتها “مارست أقصى درجات ضبط النفس” لكنها اضطرت إلى الرد ضمن حدود “حق الدفاع المشروع عن النفس”. وأشارت إلى أن هذه الاعتداءات تترافق مع استمرار حفر الخنادق ونقل المسلحين من قبل تلك الفصائل، في مؤشر على نواياها بالتصعيد العسكري. 

وتابعت: “إن محاولات وزارة الدفاع قلب الحقائق وتضليل الرأي العام لا تخدم الأمن والاستقرار”، داعية الحكومة السورية إلى احترام التهدئة المعلنة، وضبط المجموعات العسكرية الخارجة عن السيطرة، على حد وصفها. 

وقد تهدد الحادثة الأخيرة بنسف الاتفاق الموقع بين قائد “قسد” مظلوم عبدي، والرئيس السوري أحمد الشرع، في 10 آذار 2025، ورغم مرور أشهر على توقيع الاتفاق، لم تدخل بنوده حيّز التنفيذ، ولا تزال الخلافات بين الطرفين قائمة، خصوصاً في ما يتعلق بآلية الدمج. 

فبينما تصرّ “قسد” على الاحتفاظ بهيكليتها التنظيمية والاندماج كتشكيل عسكري موحّد، تُطالب دمشق بضمّ مقاتلي “قسد” كأفراد في الجيش، وهو ما تعتبره الأخيرة تهديداً لخصوصيتها ودورها في مناطق شمال وشرق سوريا. 

الهجوم وما تبعه من تراشق إعلامي يعكسان هشاشة التفاهمات بين الطرفين، ويطرحان تساؤلات جدية حول مستقبل العلاقة بين “قسد” والحكومة السورية، في وقت تمر فيه البلاد بمنعطف سياسي حساس. 

وفي ظل هذا التصعيد، تبقى المخاوف قائمة من أن يتدهور الوضع الميداني مجدداً في مناطق التماس، خصوصاً في ريف مابوغ (منبج) ودير حافر، ما قد يُدخل البلاد في دوامة جديدة من النزاع المسلح، في لحظة يُفترض أن تكون مخصصة لترتيب البيت الداخلي بعد سنوات من الحرب. 

ومع استمرار غياب آلية واضحة لتطبيق اتفاق الدمج، يبدو أن الفجوة بين الجانبين تتسع، وسط مطالب متضاربة وشكوك متبادلة، مما يجعل من الصعب التنبؤ بما إذا كان الاتفاق سيُنفّذ فعلياً، أو ما إذا كان سيلحق بسلسلة طويلة من المبادرات غير المكتملة في الأزمة السورية. 

‫شاهد أيضًا‬

وفد من مجلس المرأة السوريتو يزور الحزب الشيوعي العراقي في بغداد

بغداد – في إطار تعزيز الحوار وتبادل الرؤى بين القوى المدنية والمؤسسات النسوية، وضمن سلسلة …