رئيس الحكومة نواف سلام من مرفأ بيروت: “ارفعوا أيديكم عن القضاء” في الذكرى الخامسة للانفجار
بيروت — في مشهد رمزي مؤثّر، افتتح رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، مساء الجمعة، شارع “ضحايا 4 آب” عند مدخل مرفأ بيروت، حيث وقع الانفجار الذي دمّر العاصمة اللبنانية منذ 5 سنوات، وأودى بحياة أكثر من 220 شخصًا وأصاب الآلاف، وتسبّب في خسائر مادية ونفسية لا تزال تداعياتها مستمرة.
وقف سلام عند موقع الجرح الوطني المفتوح، مخاطبًا الحاضرين بكلمات حملت نبرة حزم غير مألوفة: “ارفعوا أيديكم عن القضاء”. وأضاف: “لن نساوم على العدالة. وصدق من قال: الحقيقة أم العدالة”. وفي موقف بدا أنه رسالة مزدوجة إلى الداخل والخارج، شدّد سلام، على أن “لا أحد فوق المحاسبة”، متعهّدًا بأن الحكومة “ستسهّل كل ما يطلبه القضاء من أجل التحقيق“
حديث سلام، جاء أيضًا ردًا على سؤال لقناة “العربية” بشأن سلاح “حزب الله”، حيث أكّد أن “البيان الوزاري واضح، ويؤكد ضرورة حصر السلاح بيد الدولة”، في إشارة إلى واحدة من أكثر القضايا حساسية في السياسة اللبنانية.
وفيما لا تزال العدالة غائبة في قضية الانفجار، تزداد الضغوط الدولية على السلطات اللبنانية، فقد عبّرت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين هينيس بلاسخارت، عن تضامنها مع أهالي الضحايا، مؤكدة أن “المأساة لا تزال تتفاقم مع الغياب الفادح للعدالة”. وقالت بعد لقائها مع بعض عائلات الضحايا: “بعد خمس سنوات، الضحايا والناجون وعائلاتهم يستحقون المحاسبة الكاملة. ويستحقونها الآن“.
رحّبت بلاسخارت بالزخم الأخير في التحقيقات، معتبرة إقرار قانون استقلالية القضاء في البرلمان اللبناني “خطوة مهمة نحو إعادة بناء الثقة بين الشعب اللبناني ومؤسسات الدولة.
أما السفارة الأمريكية في بيروت، فقد أصدرت بيانًا جدّدت فيه دعمها لمطالب اللبنانيين في تحقيق العدالة، مشيرة إلى أن “لبنان يستحق نظامًا قضائيًا مستقلًا ومحايدًا”، وأضافت: “نقف إلى جانب الشعب في مطالبته بمحاسبة المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت“
فيما تستمر المطالبات بالكشف عن الحقيقة، لا تزال أصابع الاتهام تشير إلى عراقيل سياسية وأمنية تحول دون وصول التحقيق إلى نهايته، ويُعد ملف التحقيق القضائي، واحدًا من أكثر الملفات تعقيدًا وتشابكًا في المشهد اللبناني، وسط اتهامات بتدخّل سياسي واسع النطاق.
وبينما تستذكر بيروت في 4 آب جراحها، يبقى الشارع اللبناني منقسمًا، بين انتظار العدالة وإدراك واقعٍ مرير، حيث لا تزال المحاسبة بعيدة، والمساءلة مؤجلة، فيما الضحايا… لم يُدفنوا بعد.
سيدة أيليج في تاريخ لبنان
بيروت – يُعَدّ دير سيدة إيليج ثالث مقر للبطريركية المارونية في تاريخ لبنان، استقرّ فيه ال…