إيشوع كورية ممثل مجلس بيث نهرين القومي: الشعب السرياني يطالب بمكانه في سوريا الجديدة، ومهما كان مستقبل سوريا، نريد أن نكون جزءًا منه
إيشوع كورية يتحدث في برنامج خاص على قناة سصبوثان (Sbuthan) على يوتيوب
تحدّث إيشوع كورية، عضو الهيئة التنفيذية لمجلس بيث نهرين القومي، بإسهاب في مقابلة مطولة عبر قناة “Sbuthan” على يوتيوب، تناول فيها التطورات السياسية الأخيرة في سوريا، بالإضافة إلى واقع الشعب السرياني (الآرامي-الآشوري-الكلداني) في الداخل السوري وفي دول الشتات. وفيما يلي أبرز ما جاء في حديثه:
شليمون رهاوي: بعد سقوط نظام بشار الأسد، انتقل الحكم من نظام ديكتاتوري إلى حكومة تحمل ماضياً، لنسمّه، غامضاً أو مظلماً. كثيرون توقّعوا حدوث تطورات إيجابية، ولكن حتى الآن لم تتحقق تلك الآمال. أنتم كمجلس بيث نهرين القومي كنتم حاضرين منذ اليوم الأول للحرب الأهلية في سوريا، وعايشتم كل الفوضى والاضطرابات. كيف تقيّمون ما جرى حتى الآن؟
إيشوع كورية: الوضع بالنسبة لنا ليس جديداً، فنحن معنيون به منذ العام 2011. حتى سقوط نظام البعث، كنا في مجلس بيث نهرين القومي نعمل بجد لتوسيع وجودنا وتنظيم صفوفنا في سوريا، وشاركنا بشكل فاعل في تأسيس الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا.
في السنوات الأخيرة، دخلنا في صراعات سياسية ومسلحة، سواء مع النظام السابق أو مع قوى أخرى، مثل تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة الإرهابيين، اللذين هاجما بيوتنا وأراضينا وممتلكاتنا. لكن رفاقنا في قوات السوتورو (قوى الأمن الداخلي)، وحزب الاتحاد السرياني، وباقي التنظيمات التابعة لنا، استطاعوا أن يصمدوا بشراسة، سواء في المعارك أو في الميدان السياسي.
قاتل رفاقنا بشجاعة ضد داعش، وخاصة في وادي الخابور، حيث استشهد عدد كبير منهم دفاعاً عن أرضنا وكرامتنا.
لم نقبل يوماً بالوصاية من أحد، بل عملنا مع القوى المسلحة في الإدارة الذاتية لحماية قرانا ومناطقنا بأنفسنا. هذا هو حالنا حتى كانون الأول 2024.
وبعد سقوط نظام بشار الأسد، لم يكن ما حدث مفاجئاً بالنسبة لنا، فخلال أيام، ظهر أحمد الشرع في المشهد واستلم السلطة. الكل انتظر تغييرات إيجابية، وكان هناك تفاؤل شعبي بأن الوضع سيتحسن. لكن للأسف، المشاكل لم تُحل، بل تفاقمت، وازداد الخطاب الطائفي بشكل خطير.
كما تدخّلت قوى إقليمية لحماية فئات محددة من السكان، أو لتحقيق مصالحها. وفي ظل هذه الفوضى، فشلت الحكومة الجديدة في حماية جميع المكونات السورية، ولم تنجح في بناء نظام حكم شامل يضمّ الجميع، ويضمن الأمن والحرية والاستقرار، بل شاهدنا قوات الأمن الحكومية والميليشيات الموالية لها تشن هجمات شرسة في مناطق عدة، منها الساحل السوري، والقرى المسيحية في حموث (حمص) وطرطوس، وحتى حلب في بدايات الأحداث.
لقد عشنا هذه الصراعات والمجازر، وما زلنا نعيشها حتى اليوم. الهجوم الانتحاري على كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في دارمسوق (دمشق)، مثال صارخ على ذلك.
ولمن ظن أن القتال سيتوقف، جاءت مجازر السويداء الأخيرة لتثبت العكس. المشهد اليوم قاتم، فالحكومة لم تستطع بسط سيطرتها على كامل البلاد، واعتقدت أنها تستطيع أن تحكم سوريا كما تحكم إدلب، وهذا ما زاد من التصعيد والمعاناة.
شليمون رهاوي: يبدو أن هيبة الدولة ضعفت بعد تغيير الحكومة. البنية التحتية، خاصة العسكرية، تدمرت، وأحمد الشرع وحكومته يبدوان ضعيفين حتى على الساحة الدولية. هناك تحالفات خفية واتفاقيات قابلة للتغيير، وتدخلات إقليمية. ما تحليلكم لهذا المشهد المعقد؟ ومن ترى أنه يقود مستقبل سوريا؟ وما هو موقع شعبكم السرياني فيه؟
إيشوع كورية: الوضع في سوريا، وفي الشرق الأوسط عموماً، يشهد حالة من الفوضى العارمة. هناك مصالح جيوسياسية متشابكة. بلدنا، الذي يضمّ تنوعاً كبيراً من الشعوب والثقافات والأديان، بعضها أقرب إلى القيم الأوروبية، بات الآن ساحة لتطبيق أيديولوجيا إسلامية متطرفة، والحكومة الجديدة تحاول فرضها على كامل البلاد، بدعم من دول عديدة لها مصالحها.
من جهة أخرى، الموقف الأمريكي بعد سقوط الأسد ليس واضحاً. نعيش المشاكل نفسها التي عشناها تحت نظام الأسد، وكأن واشنطن ما زالت متمسكة بفكرة المركزية في الحكم. ومن جهة أخرى، تركيا تضغط على الكُرد ضمن الإدارة الذاتية لتسليم سلاحهم و الانضواء تحت مظلة الحكومة المركزية. وما جرى في الساحل وفي السويداء، يظهر بوضوح كيف تسعى الحكومة إلى فرض نظام مركزي على كامل سوريا.
والنتيجة؟ جميع شعوب سوريا تعاني. فبعد 60 عامًا من حكم ديكتاتوري دموي حرم السوريين من حرية التعبير ومنعهم من النهوض ببلدهم كغيرهم من شعوب الأرض، جاءت اليوم أيديولوجيا متطرفة جديدة تُفرض عليهم من جديد.
شليمون رهاوي: ما مدى انتشار هذه الأيديولوجيا المتطرفة؟ هل هناك بيئة خصبة فعلاً لتطبيق الشريعة مثلاً؟
إيشوع كورية: هذا الواقع الفكري هو نتاج عقود من سياسة العزل والتجهيل الممنهج. لـ 60 سنة، عمل حزب البعث على فصل مناطق بأكملها عن العالم، عن العلم، عن المعرفة. همّشوا مناطق الريف والبدو والمناطق البعيدة عن العاصمة، وركزوا على نشر التعليم الديني الصارم بين شعوبها.
والآن، بعد زوال حكم بشار الأسد العلوي، نجد أن الكثير من السُنّة يبحثون عن قيادة جديدة تتوافق مع هذا التوجه الأيديولوجي المتشدد. البيئة الحاضنة للتطرف لا يمكن أن تتجذر من تلقاء نفسها، بل تغذّيها الأنظمة الإقليمية والأفكار القادمة من الخارج. فالسوريون بطبيعتهم ليسوا متطرفين.
لكن غياب الثقة بين مكونات المجتمع يزيد الأمور تعقيدًا. فالعلويون لا يثقون بالسنة، والدروز يشاركونهم هذا الشعور، وكذلك الكُرد، بينما السنة بدورهم لا يثقون بهذه المكونات الأخرى. وقد ساهمت الحكومة الجديدة في تعميق هذا الانقسام بدلًا من معالجته.
لو كان هناك نظام جديد يشارك فيه الجميع في صياغة الدستور واتخاذ القرار، لكان الوضع مختلفاً. كنا سنؤسس لتعايش حقيقي، لكن هذا لم يحدث، ولهذا تزداد المشاكل، بسبب استمرارية العقلية القديمة نفسها.
لكن من يتأمل في تاريخ سوريا الاجتماعي، يدرك أن السوريين شعب يحب الحياة، يريد أن يتاجر ويعمل وينهض. تاريخنا حافل ببناء الحضارات.
شليمون رهاوي: تحدثت عن انعدام الثقة بين مكونات المجتمع. ما مدى ثقة شعبنا السرياني بالحكومة أو ببقية المكونات؟ تاريخياً، كنا دائماً نخسر في مثل هذه النزاعات الطائفية.
إيشوع كورية: يجب أن نستخلص العبر من الشهور الثمانية الماضية. نحن كسريان-آشوريين-كلدان وكمسيحيين، نتذكر جيداً ما حدث في العراق، كيف طُرد شعبنا، وهاجر مئات الآلاف من الكلدان-السريان-الآشوريين.
فشلنا في العراق، لأن الكنائس والمنظمات العلمانية لم تنجح في حماية حقوق شعبنا. لكن ما زلنا نأمل أن يتغير الوضع هناك.
الوضع في سوريا يشبه الوضع في العراق. نحن كشعب لا يزال بإمكاننا تحقيق الكثير هنا. قبل بضعة أشهر، قدّم رئيس مجلس بيث نهرين القومي، ميخائيل نعيم حادودو، عرضًا للوضع واحتياجات ومطالب شعبنا في سوريا. كان ذلك نداءً للعمل، وبرنامجًا سياسيًّا لشعبنا من أجل بناء سوريا جديدة.
أولًا، شدد على ضرورة العمل المشترك، وعلى أن تتوحد منظماتنا وكنائسنا لتشكيل منصة تعبّر عن مطالب المسيحيين والسريان-الآشوريين-الكلدان في سوريا الجديدة.
ثانيًا، تجاوز الماضي وطيّ صفحة الخلافات الصغيرة التي نشأت بين المنظمات والكنائس والأحزاب السياسية والطوائف، مؤكدًا ضرورة إنهائها في ظل الوضع الراهن في سوريا، الذي ينطوي على مخاطر جمّة، لكنه يتيح أيضًا فرصًا مهمة لانتزاع الحقوق.
لذلك، وباسم مجلس بيث نهرين القومي، قدّم اعتذاره لجميع هذه الأطراف.
منذ لحظة إطلاقه لهذا النداء وحتى الآن، بات من الواضح أن العديد من هذه الأطراف تفتقر إلى الفهم الكافي لمدى عمق وخطورة وحساسية الوضع الحالي الذي يواجهه المسيحيون في سوريا.
ويتجلى هذا بشكل خاص في موقف كنائسنا. فقد فشل بطاركتنا في صياغة مطالب مشتركة ووضع برنامج سياسي شامل. لم يتعاونوا مع أحزابنا السياسية ولا مع منظمات المجتمع المدني لدينا. إنهم يسيرون في طريقهم الخاص، وكأن مشكلة المسيحيين في سوريا ليست مشكلتهم. فعلى الرغم من أن مقر إقامتهم موجود في سوريا، إلا أنهم نادرًا ما يكونون حاضرين فيها فعليًا.
فما عسى المسيحيين أن يفعلوا إزاء هذا الوضع؟ إنهم يفقدون الثقة في منظماتهم، وخصوصًا في الكنائس التي كانوا يضعون ثقتهم فيها سابقًا. لقد أدرك الناس أنهم لا يستطيعون الاستمرار في هذا المسار. وبما أنهم لا يرون خطوات ملموسة من قادة كنائسهم، فإن خوفهم من المستقبل يتزايد.
هل سيتعرض المسيحيون لهجمات جديدة؟ هل سيتم قتلهم؟ هل ستُصادر ممتلكاتهم؟
شليمون رهاوي: هل تأسس “المجلس الوطني المشرقي” ليكون بمثابة الإطار الجامع للمسيحيين؟
إيشوع كورية: منذ ثلاثة أشهر، بدأنا تأسيس المجلس الوطني المشرقي بالتعاون مع رفاقنا في سوريا. لدينا حضور بين المسيحيين في وادي النصارى، وحمتو (حماة)، وحولوب (حلب)، ودارمسوق (دمشق). لقد تواصلنا مع مختلف الطوائف هناك.
لقد أسسنا الآن المجلس، وقد أصبح عمليًا. لكن هذا لا يكفي. أو على الأقل، ليس بعد. والأسباب وجيهة:
أولًا، إن سكان هذه المناطق، الذين تحرروا مؤخرًا من ديكتاتورية خانقة، ما زالوا خائفين من الجميع. لا يثقون بأحد، ولا بأي منظمة. علاوة على ذلك، أثبتت الكنائس عدم قدرتها على حماية شعبها. ولذلك لا يزال الناس في حالة بحث.
من ناحية أخرى، أولئك الذين يشكّلون الحكومة الحالية يتواجدون حيثما يتواجد شعبنا. وكنتيجة لذلك، يفتقر شعبنا إلى الثقة اللازمة ليتّحد، أو ليعبّر عن ذاته كمواطنين، أو ليحتجّ.
هدفنا الآن هو توسيع وتنمية تنظيمنا في سوريا بشكل أكبر، واستعادة ثقة أبناء شعبنا بأنفسهم، وقدرتهم على الوقوف في وجه مشاكلهم، وأحداث التغيير.
ثانيًا، من المعروف أن كثيرين من أبناء شعبنا يعانون من ضائقة مالية منذ اندلاع الحرب عام 2011. وسقوط نظام البعث زاد الأمر سوءًا. الناس الآن يخافون من التنقل للعمل أو التجارة ويفضلون البقاء في منازلهم. الحكومة المركزية تتجاهلهم ببساطة. والكنائس لا تمتلك الموارد ولا برامج قوية كافية لدعم شعبها بالشكل المطلوب. ونحن، كشعب وكمسيحيين، نفتقر أيضًا إلى دعم الرأي العام الدولي والقوى العالمية التي يمكن أن تهبّ لنجدتنا.
الرأي العام الدولي ووسائل الإعلام يولون اهتمامًا واسعًا لمختلف المكونات السكانية في سوريا. هناك الكثير من الحديث عن مطالب الكُرد، ومطالب الدروز، ومطالب العلويين، ومطالب السُّنّة. ولكن أين نحن، كمسيحيين وكشعب سرياني-آشوري-كلداني من هذا المشهد العام؟ إنهم يتحدثون عنا كضحايا، وأنه لا يجب أن يُمسّ بنا سوء، وأنه يجب حمايتنا. حسنًا، ولكن كيف؟ كيف، إذا لم تكن لدينا الوسائل لتمثيل أنفسنا، أو لحماية أنفسنا؟
لا يمكن حلّ القضية عبر إلقاء اللوم على أي طرف، فكلّ القضايا مترابطة ومتداخلة. وإن غابت إحداها، فقد تكون العواقب وخيمة. لذلك، من الضروري أن نواصل النضال من أجل قضيتنا، لأن العديد من مطالبنا تمسّ جوهر وجودنا. لقد قدّمنا في سبيلها تضحيات كثيرة، وارتقى كثير من الشهداء دفاعًا عنها. وقبلهم، بذل آباؤنا وأجدادنا جهدًا عظيمًا على هذه الأرض، عبر آلاف السنين، بعرقهم ودمائهم.
لا تحظى قضية المسيحيين والسريان-الآشوريين-الكلدان في سوريا باهتمام دولي يُذكر. يجب أن نبحث في أسباب هذا الإهمال ونعمل على معالجتها، لكي نتمكن من إيصال مطالب المسيحيين والسريان-الآشوريين-الكلدان في سوريا إلى طاولات التفاوض الدولية، وانتزاع ما يضمن حقوقنا وسط هذه الفوضى.
شليمون رهاوي: شكرًا لك على هذه التقييم. أود أن أعود إلى النداء الذي أطلقه ميخائيل نعيم حادودو، رئيس مجلس بيث نهرين القومي، حيث دعا كل فرد ومؤسسة وكنيسة وحزب إلى تحمّل مسؤولياتهم. برأيك، ما الأسباب التي تجعل بعض الكنائس والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني لا تتجاوب مع هذا النداء؟ وما هي تطلعاتك منهم، سواء داخل سوريا أو في بلدان المهجر؟
إيشوع كورية: نحن اليوم أمام ولادة شرق أوسط جديد، لكن هذا المخاض يجري وسط حروب متعددة، حيث تسعى كل دولة إلى تحقيق مصالحها الخاصة ورؤيتها الخاصة لشكل المنطقة. حزب الله لم يتخلَّ بعد عن سلاحه، والحوثيون في اليمن ما زالوا يطلقون الصواريخ باتجاه إسرائيل، أما المواجهة بين إيران وإسرائيل فلم تُحسم بعد. فما الذي ينتظرنا في المستقبل؟ مزيد من الحروب! هذا ما أراه بوضوح. من غير المستبعد اندلاع حرب قريبة بين إسرائيل ولبنان، كما أن توجيه ضربة غربية لليمن في سياق الضغط على إيران، ليس أمراً بعيداً.
وهنا علينا أن نسأل أنفسنا: أين سنقف نحن كأبناء هذا الشعب، وكمسيحيين؟ لا شك أن هذه الحروب ستطال الجميع، وكل الشعوب ستدفع الثمن. المسيحيون في لبنان سيتضررون حتماً. فلن تكون حرباً بين إسرائيل وحزب الله فقط. هل نحن مستعدون لهذا السيناريو؟ وماذا إن تدخلت تنظيمات متطرفة كداعش وغيرها؟ كيف ستكون جاهزية المسيحيين؟ لا أحد من الدول الكبرى سيهبّ للدفاع عن قرية أو بلدة مسيحية صغيرة هنا أو هناك، هذه مسؤوليتنا نحن.
فما الذي يجب علينا فعله من الآن لنكون على قدر التحديات المقبلة؟
أولاً، يجب على أبناء شعبنا في دول الاغتراب أن يرفعوا صوتهم عالياً في وجه أي اعتداء يستهدف المسيحيين. لنأخذ مثالاً: التفجير الانتحاري الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس. لم يخرج في المهجر سوى بضع مئات للتنديد. بينما نرى شعوباً أخرى، في مواقف مشابهة، تنزل إلى الشارع بعشرات الآلاف للمطالبة بحقوقها. لدينا جاليات ضخمة في دول الاغتراب، تماماً كغيرنا، فأين صوت السريان الكلدان الآشوريين؟ أين هو النداء الجماهيري الذي يطالب بحمايتنا وبحقوقنا الدستورية؟ هذا الصوت الاحتجاجي ضرورة، ويجب أن ينبع من داخلنا. وأؤمن بأنه موجود في أعماقنا، لكننا نفتقر لمن ينظّمه ويقوده.
ثانياً، لقد وصل أبناء شعبنا في المهجر إلى مواقع سياسية مهمة، وعليهم اليوم أن يتحملوا مسؤولياتهم، وأن يثبتوا وجودهم، ويطالبوا بحقوق شعبهم بجرأة وثبات. النشاط السياسي والحقوقي ليس ترفاً، بل ضرورة، وهو طريق مثمر على المدى البعيد.
ثالثاً، نحن المسيحيين والسريان-الآشوريين-الكلدان نحتاج في وطننا إلى هيئة جامعة تمثّلنا بشكل حقيقي على المستوى المحلي والدولي، وتكون صوتنا أمام الإعلام العالمي، وتنقل همومنا وقضايانا برؤية موحدة ومهنية.
وأخيراً، إن كانت الكنائس تريد أن تلعب دوراً سياسياً، فعليها أن تنفتح على أصحاب الخبرة في هذا المجال، وأن تتعاون معهم. كثيراً ما نشهد بيانات صادرة عن الكنائس تهاجم أطرافاً إقليمية مؤثرة، لكنها تكون غير محسوبة، وتأتي بنتائج عكسية على أبناء شعبنا.
شليمون رهاوي: شكراً جزيلاً لك، هل من كلمة أخيرة؟
إيشوع كورية: إن نداءنا وأملنا أن يطالب شعبنا السرياني الآشوري الكلداني بمكانته بين شعوب المنطقة، مكانة تليق بتاريخه وبآبائه وأجداده. ما نعيشه اليوم يشكل تهديداً حقيقياً للعديد من الشعوب العريقة. ونحن _ لا أكثر ولا أقل من غيرنا _ نريد أن نحافظ على مدننا وتراثنا واسمنا، وأن نكون جزءاً من مستقبل سوريا، أيّاً كان شكل هذا المستقبل.
الشعب الكلداني-السرياني-الآشوري يودع قامة من قاماته الرياضية
الحبانية، العراق ─ لطالما عُرِفَ أبناء الشعب الكلداني-السرياني-الآشوري بمواهبهم ومهاراتهم …