‫‫‫‏‫5 ساعات مضت‬

سيدة أيليج في تاريخ لبنان

بيروت – يُعَدّ دير سيدة إيليج  ثالث مقر للبطريركية المارونية في تاريخ لبنان، استقرّ فيه الموارنة بعد ديري كفرحي ويانوح منذ حوالي العام 1120 م، حتى سنة 1440 م ،ويُعتقد أن اسمه يرجع إلى كلمة يونانية تعني “الشمس” أو مصطلح ألماني يعني “القداسة” زارت قناة سورويو TV لبنان الدير وقابلت رئيس الدير الأب ناجي للتعرف على معلومات أكثر عن الدير. 

بُني الدير على أنقاض معبد وثني انتقل السكان في تاريخه من عبادة الشمس إلى المسيحية، وبحسب التاريخ إن الرسل تنقلوا عبر الطريق الروماني من بعلبك إلى الساحل، وقد عبروا هذا الموقع، فتحوّل إلى بناء مسيحي منذ العصور الأولى. 

تعرض الدير على مدار السنين لاجتياح المماليك والعثمانيين فهدم الدير وقتل المطران رئيس الدير كما هجرت المنطقة من سكانها المسيحيين، بعد، تولى مشايخ آل حمادة الدير وجعلوه خانًا للعسكر حتى الثورة ضدهم عام 1684 م. 

استعادت الكنيسة المارونية الدير في عام ١٧٦٧ م، من الأمير يوسف الشهابي  وذلك بواسطة مستشاريه الذين طالبوا بإعادة ملكية الدير للرهبانية اللبنانية المارونية، وقد جُدد البناء عام 1786، وخضع لترميمات لاحقة بين 1945 ١٩٨٢م تحت إشراف الأب نعمة الله الكفوني ومديرية الآثار، حيث بني ثلاث طوابق ملحقة فللدير وكنيسة سيدة ميفوق مما أدى إلى تصنيفه كموقع أثري في تسعينيات القرن الماضي  . 

أبرز بطاركة الدير 

جلس على كرسي إيليج 18 بطريركًا، ويدّعى أن 7 منهم دُفنوا داخل قلب الدير نفسه، بينما دفن الباقون في مواقع أخرى ككفيفان وحردين وغيره  . 

ومن هؤلاء البطاركة: 

بطريرك أرميا العمشيتي، أول ماروني زار روما سنة 1215 م وحصل على بركة قربان أعجوبته من البابا زخيا الثالث، وعُرف بأنه مدفون في إيليج  . 

البطريرك الشهيد دانيال الحدشيتي، الذي استشهد على يد المماليك بعد مقاومته الطويلة. 

البطريرك الشهيد جبرائيل حجولا (1357–1367)، الذي سلّم نفسه طوعًا للمماليك لينقذ المؤمنين، وأُعدم في طرابلس بعدما اختبأ في مغارة في جبيلة. 



النقوش الأثرية والإيقونة 

يحتوي الدير على كتابتين اثنتين محفورتين باللغة السريانية: 

  1. نقش عام 1588 (1277 م) باللغة السريانية بالحرف الأسترنغلي يدون اكتمال بناء الدير على يد القس داود وبطرس ويوحنا، مع عبارة “بك نقهر أعداءنا…” 
  1. نقش آخر عام 1746 م توسطه الأخوان أمون ومينع يؤرخ تجديد الهيكل. 

وتحتوي الكنيسة أيقونة “سيدة إيليج” التاريخية، والتي تعرضت للتدمير والحرق عدة مرات في عصر المماليك والعثمانيين، وتمتد تقليديًا للقرن الثامن، وتعد الأيقونة الوحيدة التي حملها البطاركة معهم في تنقلاتهم، وترفع في الكنائس المارونية حول العالم، أعيد ترميم الأيقونة من راهبات الكرمل في حريصة واكتشف اثناء الترميم طريقة صنع هذه الأيقونة المكونة من عشر طبقات. 

وأيقونة للقديس شربل شفيع الكنيسة المارونية. 

دير سيدة إيليج ليس مجرد موقع ديني أو أثري، بل هو رمزٌ نحو الحرية، والمقاومة، والإيمان الماروني السرياني. على مدار قرون، كان شاهداً على تنقل البطاركة، وتضحيات الشهداء، وبريق الإيمان الذي لا ينطفئ. من خلال أيقوناته ونقوشه، وغابته المكرّسة، يصدر صمت إيليج رسائل عنث وكرامة وثبات في مواجهة التحديات التاريخية. 



 

‫شاهد أيضًا‬

الشعب الكلداني-السرياني-الآشوري يودع قامة من قاماته الرياضية

الحبانية، العراق ─ لطالما عُرِفَ أبناء الشعب الكلداني-السرياني-الآشوري بمواهبهم ومهاراتهم …