منتدى في الحسكة يسلّط الضوء على معاناة نساء السويداء، دعوات نسوية لحماية المدنيين وتوثيق الانتهاكات
الحسكة، شمال وشرق سوريا – اختتمت البارحة في مدينة الحسكة أعمال منتدى حواري نُظّم ضمن حملة “دعم نساء سوريا”، بدعوة من منصة الفعاليات المشتركة للتنظيمات النسائية في شمال وشرق سوريا. المنتدى، الذي حمل شعار “معًا لدعم النساء في السويداء لمواجهة الإبادة”، جاء في ختام سلسلة فعاليات استمرت ستة أيام وهدفت إلى تسليط الضوء على ما وصفته المنظمات النسائية بـ “الانتهاكات الممنهجة” التي تتعرض لها النساء، خصوصًا في محافظة السويداء جنوبي البلاد.
منبر للمعاناة… ومنصة للمساءلة
افتتح المنتدى بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الضحايا، تلاه عرض مقاطع صوتية ومرئية نُقلت من داخل السويداء، وثّقت شهادات لنساء تحدثن عن اعتداءات جسدية، سبي، قتل، تدمير منازل، وحصار خانق ما زال مستمرًا حتى اليوم.
وقالت عبير حصاف، عضوة منسقية مجلس المرأة في شمال وشرق سوريا لسرياك برس، إن الهدف من المنتدى هو “إيصال صوت نساء السويداء إلى المحافل الدولية، والضغط من أجل وقف الانتهاكات وضمان حماية النساء والمدنيين”. وأضافت:
“نحن اليوم نقف مع نساء السويداء، وندعو إلى تحقيق العدالة الانتقالية، والابتعاد عن شبح الحرب الأهلية الذي يهدد ما تبقى من سوريا.”
خلال الجلسات، قُدّمت إحصاءات رسمية أبرزت حجم الكارثة الإنسانية:
-
-
- تدمير 39 قرية بالكامل في محافظة السويداء.
- مقتل أكثر من 800 شخص، غالبيتهم من النساء والأطفال.
- 600 امرأة ما زلن في عداد المفقودين حتى اليوم.
-
قُسّم المنتدى إلى محورين رئيسيين:
الأول كان الواقع السوري وتداعياته على المرأة: قدمته الناشطة جاندا محمد، التي تناولت الأبعاد السياسية للوضع الراهن، محذّرة من تفاقم سلطة دينية راديكالية أدت إلى إقصاء النساء والمكونات الاجتماعية من المشهدين السياسي والدستوري.
وأما الثاني فكان عن أوضاع النساء في السويداء: تناولته نور الحفني من تجمع زنوبيا، التي شددت على ضرورة تحويل قضية نساء السويداء إلى قضية رأي عام دولي، وأكدت أن النساء “لم يكنّ فقط ضحايا بل شركاء في المقاومة، سواء عبر توثيق الجرائم أو بتأدية مهام إنسانية في ظروف قاهرة”.
شهادات من قلب الحدث
ربا الفريحات، بنت السويداء ومسؤولة الجمعية الثقافية السريانية في زالين (القامشلي)، تحدثت لسرياك برس عن صمود الطبيبات والممرضات تحت الحصار، وقالت:
“كنّ يقمن بالعمليات الجراحية تحت ضوء الهاتف المحمول، بلا كهرباء أو ماء أو طعام. إحدى الطبيبات، الدكتورة لمى، دفنت والدها الذي استشهد برصاص قناص ثم عادت فورًا لمعالجة المرضى.”
ودعت الفريحات إلى تشكيل لجنة أممية مستقلة لتوثيق الانتهاكات، مشددة على ضرورة أن “تمثّل النساء أنفسهن في المؤتمرات السياسية والاجتماعية، وألا تُسيّس معاناتهن”.
دعوات لإنهاء العنف وضمان تمثيل المرأة
أمينة عمر، من منسقية مجلس المرأة، أكدت لمراسلة سرياك برس أن المنتدى يختتم حملة حافلة بالنشاطات، مؤكدة على “ضرورة إيجاد حلول عملية لحماية النساء، وضمان تمثيلهن الحقيقي في أي تسوية سياسية قادمة”.
أما سوسن أمين خلف، من لجنة العلاقات الدبلوماسية في مؤتمر ستار، فركّزت على ضرورة “فتح ممرات تواصل وتشارك بين نساء شمال وشرق سوريا ونساء السويداء”، وانتقدت الحكومة الحالية لما وصفته بـ “العجز عن اتخاذ إجراءات حقيقية، وزيادة الانقسام الطائفي والانتهاكات بحق المكونات السورية”.
صوت جماعي في وجه الحرب
المنتدى في الحسكة لم يكن فقط فعل تضامن رمزي، بل شكل مساحة لطرح مطالب نسوية واضحة تمحورت حول الحماية، التوثيق، العدالة، والتمثيل. رسالة المشاركات كانت واحدة:
“لا نريد إحلال السلام فقط… بل نريد عدالة تحفظ كرامتنا وتضمن مستقبلنا.”
وفي ظل استمرار العنف وانسداد الأفق السياسي، بدت هذه الأصوات النسوية وكأنها تحاول كسر الصمت الدولي تجاه ما يحدث في جنوب سوريا، مطالبة بأن تكون النساء في طليعة أي حل قادم، لا في هوامشه.
وفد بريطاني يزور محافظة الحسكة
الحسكة – زار وفد بريطاني دائرة العلاقات الخارجية التابع للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا…