‫‫‫‏‫يومين مضت‬

أحزاب وتنظيمات شعبنا السياسية في العراق تستذكر مذبحة سيميلي

أربيل، إقليم كوردستان العراق في مشهد يجمع بين الحزن العميق واستحضار الذاكرة الجماعية، أحيت كنائس وتنظيمات سياسية ومؤسسات محلية في العراق، أمس، الذكرى الثانية والتسعين لمذبحة سيميلي، التي وقعت في السابع من آب عام 1933 وراح ضحيتها آلاف المدنيين الآشوريين على يد القوات الملكية العراقية آنذاك. المناسبة التي تُعرف بـ يوم الشهيد الآشوري” حملت هذا العام رسائل متجددة عن العدالة، ورفض التغيير الديموغرافي، وتعزيز قيم التعايش في العراق وكوردستان. 

بطريركية كنيسة المشرق الآشورية أصدرت بياناً بهذه المناسبة، وصفت فيه أحداث سيميلي بأنها جرح مفتوح في ذاكرة الشعب الآشوري، مؤكدة أن المجزرة استهدفت الأبرياء بسبب هويتهم القومية. ودعت البطريركية إلى الصلاة من أجل راحة أرواح الشهداء، ومن أجل جميع المسيحيين الذين سقطوا دفاعاً عن إيمانهم ومبادئهم عبر التاريخ. 

من جانبه، دعا المجلس الشعبي الكلداني السرياني الآشوري إلى إنصاف الضحايا وإدانة القتلة، معتبراً أن مسلسل الإبادة ضد أبناء المكونات المسيحية يمتد من مذابح “سيفو” مروراً بسيميل وصوريا والأنفال، وصولاً إلى اعتداءات تنظيم د1عش على سهل نينوى، وحتى مذبحة كنيسة مار إلياس في سوريا. وطالب المجلس الحكومة العراقية بتفعيل قرار استحداث محافظة سهل نينوى على أسس جغرافية وإدارية واضحة، كخطوة لوقف سياسات التغيير الديموغرافي. 

في أربيل، أصدر رئيس إقليم كوردستان، نيجيرفان بارزاني، بياناً استحضر فيه ذكرى “الإبادة الجماعية” في سيميل، حيث قُتل سكان أكثر من ستين قرية في نينوى و نوهادرا (دهوك) عام 1933. وأكد بارزاني أن حماية وتعزيز الثقافة التعددية والتعايش المشترك هو التزام دائم في إقليم كوردستان، مشدداً على أن هذه القيم تمثل صمام الأمان لمستقبل جميع المكونات. 

وفي كركوك، نظمت الحكومة المحلية وقفة رمزية أمام مبنى المحافظة، بدأتها بدقيقة صمت على أرواح الضحايا. وشارك في الوقفة مسؤولون محليون، وناشطون، وممثلون عن الأقليات الدينية والقومية، إلى جانب رجال دين وشخصيات ثقافية، في مشهد أكد على وحدة الموقف تجاه المأساة واستمرار المطالبة بالاعتراف بها كجريمة إبادة جماعية. 

هكذا، ظلّت سيميلي بعد أكثر من تسعة عقود، رمزاً لفقدانٍ جماعي لم يندمل، وشاهداً على حاجة العراق والمنطقة إلى ذاكرة حيّة، تحفظ التاريخ وتبني على أنقاضه مستقبل سلام حقيقي، يضمن المساواة والكرامة لكل مواطنيه.

‫شاهد أيضًا‬

المفوضية العليا للانتخابات تستبعد مرشحين كلدان-سريان-آشوريين وتثير جدلاً حول تمثيل الأقليات في العراق

بغداد – في خطوة غير مسبوقة، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، استبعاد ع…