انطلاق فعاليات مؤتمر وحدة الموقف لمكونات إقليم شمال وشرق سوريا
الحسكة، شمال وشرق سوريا – في مشهد يعكس تنوع النسيج الاجتماعي والعرقي في شمال وشرق سوريا، انطلقت في مدينة الحسكة فعاليات مؤتمر وحدة الموقف لمكونات إقليم شمال وشرق سوريا تحت شعار: “معاً من أجل تنوع يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا”، بمشاركة أكثر من 400 شخصية بارزة من مختلف المكونات، من بينهم الاتحاد السرياني ونيافة المطران مار موريس عمسيح، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس.
المؤتمر، الذي حمل طابعاً وطنياً جامعاً، شهد كلمات لقادة دينيين وسياسيين أكّدوا خلالها أن حماية التعددية الثقافية والدينية هي أساس بناء سوريا المستقبل. الرئيسة المشتركة لمجلس الشعوب الديمقراطي، سهام قريو، شددت على أن السريان الآشوريين، رغم عقود من التهميش، أصبحوا اليوم شركاء أساسيين في مشروع الإدارة الذاتية الديكمقراطية الذي يقوم على التسامح واحترام التنوع. أما المطران مار موريس عمسيح، فرفع الدعاء لحماية المنطقة قيادةً وشعباً، مؤكداً أن المحبة والوحدة هما الأساس لبناء سوريا جديدة.
في كلمتها، وصفت الرئيسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا، إلهام أحمد، المؤتمر بأنه ينعقد في “مرحلة مفصلية” تتطلب من الجميع تحمّل مسؤوليات سياسية وأخلاقية عميقة. وأكدت الرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية، ليلى قره مان، أن المرحلة الحساسة التي تمر بها البلاد تستدعي تجاوز الانقسامات والتركيز على المستقبل.
على الجانب الأمني، أوضح عضو القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية، سيبان حمو، أن استمرار الحكومة السورية في نهج التصلب والاستبداد سيجعل قسد خارج أي شراكة معها. أما الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتيةالديمقراطية، حسين عثمان، فأكد أن مكونات المنطقة قدّمت نموذجاً يحتذى في التضامن، داعياً إلى نبذ الطائفية وبناء وطن يتسع للجميع.
كما حملت رسائل مصورة من الشيخ غزال غزال، رئيس المجلس الديني في المجلس الإسلامي العلوي الأعلى، والشيخ حكمت الهجري، الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز، دعماً واضحاً لأهداف المؤتمر وأهمية توحيد الصفوف لمواجهة التحديات المشتركة.
البيان الختامي للمؤتمر جاء ليكرّس رؤية واضحة: الالتزام بمسار وطني ديمقراطي قائم على التنوع والشراكة والمواطنة المتساوية. البيان أشار إلى التاريخ العريق للمكونات في المنطقة، والتهميش الذي تعرّضت له على مدى عقود، مؤكداً أن التعدد القومي والديني هو مصدر قوة لا تهديد. كما شدد على تطوير نموذج الإدارة الذاتية باعتباره تجربة تشاركية قابلة للتوسع، مع الاعتراف بدور قوات سوريا الديمقراطية بوصفها نواة لجيش وطني سوري مهني تطوعي يحمي البلاد ويحترم تنوعها.
وفي دعوة تحمل بعداً استراتيجياً، أوصى البيان بعقد مؤتمر وطني سوري شامل يجمع كافة القوى الوطنية والديمقراطية لرسم هوية وطنية جامعة، وضمان مشاركة المرأة والشباب والمجتمع المدني في إعادة بناء الدولة على أسس سلمية، ديمقراطية، ولامركزية.
المؤتمر، بتنوع أصواته وخطاباته، بدا وكأنه خارطة طريق نحو سوريا جديدة — سوريا حرة، موحدة، ديمقراطية، تعددية، تحكمها القوانين وتصان فيها الكرامة الإنسانية، حيث يعيش الجميع متساوين في الحقوق والواجبات.
مؤتمر الحسكة… منبر للحوار أم ساحة صراع على الشرعية؟
بقلم: بسام إسحاق | رئيس المجلس الوطني السرياني في سوريا، وعضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا …