بسام إسحاق يحذر من فراغ أمني شرق الفرات ورسائل غامضة من واشنطن عبر “العلم السوري”
واشنطن العاصمة – مع تصاعد الحديث في الأوساط الدبلوماسية عن نية الولايات المتحدة تقليص أو إنهاء وجودها العسكري في شمال شرق سوريا، حذّر بسام إسحاق، رئيس المجلس الوطني السرياني وعضو ممثلية مجلس سوريا الديمقراطية في واشنطن، من تداعيات أي انسحاب غير مدروس على أمن المكونات السورية وتوازن المنطقة.
في مقابلة مع قناة “كوردستان 24”، شدد إسحاق على أن قوات سوريا الديمقراطية حققت تقدماً في محاربة تنظيم د1عش، لكن التهديد لم يختفِ. فهناك، على حد قوله، فصائل مسلحة أخرى تحمل الفكر المتطرف ذاته، ما يجعل استمرار الدعم الدولي ـ ولا سيما الأميركي ـ أمراً ضرورياً للحفاظ على الأمن والاستقرار. وأضاف أن أي فراغ أمني قد يُملأ بقوى لا تختلف فكرياً عن د1عش، معتبراً أنه “من غير المعقول استبدال قوات حاربت الإرهاب بفصائل تحمل نفس الأفكار المتطرفة”.
إسحاق أشار إلى تواصل مستمر مع أعضاء الكونغرس الأميركي، وسط حالة من الشكوك حيال سياسات الإدارة الأميركية في الملف السوري، خصوصاً بعد موجة الانتهاكات الأخيرة والتفجيرات التي شهدتها دارمسوق (دمشق) والسويداء. وأوضح أن توجه الإدارة لتخفيض ميزانية وزارة الدفاع انعكس على المخصصات الموجهة لدعم قسد، ما يثير القلق بشأن مستقبل المنطقة.
وفي ما يتعلق بالنظام السوري، أكد إسحاق أن أجواء الكونغرس تغيّرت بشكل لافت بسبب سجل النظام في حقوق الإنسان وسوء تعامله مع قضايا الأقليات، خاصة بعد أحداث السويداء الأخيرة. ودعا إلى اعتماد نموذج لامركزي في إدارة سوريا المستقبلية، يمنح صلاحيات أكبر للإدارات المحلية دون أن يُفسر ذلك كمحاولة لتقسيم البلاد، وهو طرح يرى أنه يلقى قبولاً متزايداً لدى المشرعين الأميركيين.
لكن النقاش حول السياسة الأميركية تجاه سوريا لم يقتصر على الدعم العسكري أو مستقبل النظام، بل امتد إلى الرموز السياسية. فقد أثارت وزارة الخارجية الأميركية جدلاً بعدما أبقت على علم النظام السوري السابق على منصاتها الرسمية، رغم إعلان سقوط نظام بشار الأسد.
المحامية المختصة بالأمن القومي، إيرينا تسوكرمان، قالت في تصريح لمنصة “مجهر” إن هذه الخطوة “ليست خطأً إدارياً عفوياً، بل رسالة سياسية متعمدة”. واعتبرت أن ظهور العلم القديم يقوّض رمزية الحكومة السورية الجديدة التي تسعى للتخلص من إرث البعث، مشيرة إلى أن الأمر قد يعكس صراعاً داخلياً في مؤسسات الحكم الأميركية بين من يفضلون الاستقرار حتى بثمن التمسك برموز الماضي، ومن يدفعون نحو الاعتراف الكامل بالقيادة الجديدة في دمشق.
بالنسبة لتسوكرمان، فإن “الأعلام ليست عرضية في الدبلوماسية”، والإصرار على إبقاء رمز من حقبة سابقة قد يكون مؤشراً على أن واشنطن لم تحسم رؤيتها لشكل سوريا المقبل. هذا الغموض، برأيها، هو ذاته الذي سمح للأسد بالبقاء في السلطة لعقد من الزمن.
مؤتمر الحسكة… منبر للحوار أم ساحة صراع على الشرعية؟
بقلم: بسام إسحاق | رئيس المجلس الوطني السرياني في سوريا، وعضو الهيئة الرئاسية لمجلس سوريا …