‫‫‫‏‫يومين مضت‬

خارطة طريق مارونية نحو الدولة: حصر السلاح بيد الجيش ودعوة لمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان

بيروت / بيت كركي أعلنت البطريركية السريانية المارونية عن تجديد التزامها التاريخي بدعم سيادة الدولة اللبنانية وحيادها، في ضوء التطورات السياسية الأخيرة، ولا سيّما القرار الحكومي غير المسبوق هذا الأسبوع، بإدراج مسألة نزع سلاح ميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان على جدول الأعمال السياسي للمرة الأولى، منذ توقيع اتفاق الطائف عام 1989. 

وبحسب ما أفاد به الكاتب آلان سركيس في صحيفةنداء الوطن“، فقد تميّزت جلسة مجلس الوزراء المنعقدة يوم الخميس، بخروجها عن التقليد المعتمد في البيانات الوزارية السابقة، التي دأبت، إما على تجاهل سلاح الحزب، أو تثبيت دوره تحت عنوانالمقاومة“. وقد سبقت هذه الجلسة، جلسة أولى يوم الثلاثاء، أعقبها تصويت رسمي في جلسة الخميس، على اعتماد خطة مدعومة من الولايات المتحدة، وتحظى بتأييد دولي واسع، ما يمهّد لتحوّل كبير في المقاربة الرسمية تجاه سلاح الحزب ودور الدولة. 

لقي القرار الحكومي ترحيبًا واسعًا من بكركي، مقر البطريركية السريانية المارونية، التي لطالما شددت على أن احتكار الدولة للسلاح، هو شرطٌ أساسي لبناء دولة القانون والمؤسسات. وفي تصريح لصحيفةنداء الوطن“، قال مسؤول كنسي رفيع المستوى: “انتظرنا 35 عامًا من أجل هذا القرار. والآن بعد صدوره، من الضروري أن ترافقه آليات تنفيذية صارمة، كي لا يبقى مجرد حبر على ورق. نحن نثق تمامًا بالمؤسسة العسكرية وقيادتها 

وأوضح الكاتب آلان سركيس، أن بكركي _ منذ عهد البطريرك الراحل نصر الله بطرس صفير _ أدّت دورًا محوريًا في الدفع نحو استعادة السيادة الوطنية الكاملة. ففي أيلول من عام 2000، وبعد أشهر من انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من جنوب لبنان، أطلقت البطريركية نداءً وطنيًا تاريخيًا، طالب بانسحاب القوات السورية من لبنان، وهو ما تحقق لاحقًا في عام 2005. ومنذ ذلك الحين، واصلت بكركي جهودها باتجاه حصر السلاح بيد الدولة، وإزالة كل المظاهر المسلحة الخارجة عن إطار الشرعية اللبنانية. 

ترى البطريركية السريانية المارونية، أن ترسانة حزب الله لم تعد تمثّل عامل حماية، بل باتت مصدرًا للأذى والدمار، بما في ذلك التهجير الجماعي والانقسامات داخل الطائفة الشيعية نفسها. وتؤكد البطريركية موقفها الثابت بأن الجيش اللبناني الموحد _ إلى جانب المؤسسات الشرعية _ هو الجهة الوحيدة المخوّلة بضمان أمن جميع المواطنين اللبنانيين، دون استثناء. 

وفي تموز من عام 2020، أطلق البطريرك السرياني الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، مبادرةالحياد الإيجابي، ترافقَت مع دعوة لعقد مؤتمر دولي من أجل إنقاذ لبنان. وكما أشار الكاتب آلان سركيس في صحيفةنداء الوطن“، فإن هذا الطرح يهدف إلى إخراج لبنان من دائرة التجاذبات والصراعات الإقليمية، وتمكينه من لعب دور توافقي كجسر بين الشرق والغرب 

وتعززت دعوة بكركي إلى اعتماد الحياد، عقب تورط حزب الله في ما يُعرف بـحرب الإسنادخارج الحدود اللبنانية، والتي تعتبرها البطريركية من أبرز أسباب تعميق عزلة لبنان، وتفاقم أزمته الاقتصادية والاجتماعية. وبعد مرور تسعة 9 أشهر على وقف إطلاق النار، تجدّد بكركي تأكيدها أن اعتماد الحياد ونزع سلاح الميليشيات، يشكّلان المدخل الوحيد لتحقيق الاستقرار الوطني، والانطلاق في مسار التعافي. 

مع تزايد التوافق بين رئيس الجمهورية السرياني الماروني، جوزيف عون، والحكومة الحالية على مبادئ الحياد، من المرتقب أن تجدّد البطريركية السريانية المارونية دعوتها إلى اعتماد هذا الخيار الوطني بحلول شهر أيلول المقبل. وتستند خارطة الطريق التي تطرحها البطريركية إلى مجموعة من الخطوات الأساسية، تبدأ بإعادة تثبيت سلطة الدولة الكاملة على جميع الأراضي اللبنانية، مرورًا بجمع السلاح من الفصائل الفلسطينية، وانتهاءً بتسليم ترسانة حزب الله إلى الدولة اللبنانية. 

وبحسب ما ورد في مقال للكاتب آلان سركيس في صحيفةنداء الوطن“، ترى القيادات الكنسية السريانية المارونية أن هذه الإجراءات كفيلة بإعادة بناء الثقة على المستويين الداخلي والخارجي، وتهيئة الأرضية لانطلاق إصلاحات جذرية في مجال مكافحة الفساد، فضلاً عن استقطاب الدعم الدولي والمساندة العربية. 

ومع ذلك، تشدد البطريركية على أن تحقيق مبدأ الحياد لا يمكن أن يتم بمعزل عن توافق وطني شامل، وإطار دولي داعم وفعّال، يواكب المسار اللبناني ويضمن تطبيق الالتزامات التي تترتب على هذا التحوّل السياسي الجوهري. 

ونقل الكاتب آلان سركيس في مقاله عن أحد المسؤولين الكنسيين قوله:العالم مستعد لتقديم الدعم والمساعدة للبنان، لكن ذلك مرهون باستعداد اللبنانيين أنفسهم لمساعدة بلدهم. وهذا يبدأ باختيار الدولة، واستعادة السيادة الوطنية، وإنهاء دورة الحروب التي يُقاتل فيها الآخرون على أرضنا ويدفع اللبنانيون ثمنها”

‫شاهد أيضًا‬

المفوضية العليا للانتخابات تستبعد مرشحين كلدان-سريان-آشوريين وتثير جدلاً حول تمثيل الأقليات في العراق

بغداد – في خطوة غير مسبوقة، أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق، استبعاد ع…