سنحريب برصوم يوضح أهداف وأسباب عقد مؤتمر وحدة الموقف لمكونات إقليم شمال شرق سوريا

الحسكة، سوريا ─ على هامش مؤتمر وحدة الموقف لمكونات إقليم شمال شرق سوريا، الذي عُقِدَ في الحسكة في 8 آب 2025، بمشاركة أكثر من 400 شخصية سياسية ودينية بارزة، تحت شعار: “معاً من أجل تنوع يعزز وحدتنا، وشراكة تبني مستقبلنا“، أدلى سنحريب برصوم، الرئيس المشترك لحزب الاتحاد السرياني، بتصريح لوكالة سيرياك برس، حول مجريات المؤتمر وأهميته وأهداف عقده ومطالبه. 

وقال برصوم، إن “هذا المؤتمر مهمٌّ لنا، لأنه يعني تلاقي مختلف مكونات إقليم شمال وشرق سوريا في حوارٍ واحد، حيث تتحد مطالبها الفردية وتوحدها في رؤية مشتركة لمستقبل سوريا“. 

وعن أهمية عقد المؤتمر، قال برصوم: “يُعدّ الشمول والرؤية المشتركة عنصرين أساسيين لنظام ديمقراطي جديد، لكن للأسف، نرى أن هذا لا ينطبق على كامل سوريا بعد، إذ تُتجاهل وجهات النظر المختلفة لمختلف الشعوب، ولا يُسمح لمكونات سوريا بالمشاركة في إدارة الحكم، بل تُهمَل مطالبها ببساطة، ولذلك، تُعد مناسباتٌ كهذا المؤتمر بالغة الأهمية، إذ تتيح لمختلف فئات الشعب فرصةً للالتقاء وصياغة رؤية موحدة لمستقبل سوريا ودستورها“ 

وعن مطالب المكونات، قال برصوم: “بطبيعة الحال، لكل فئةٍ سكانية برنامجها ومطالبها الخاصة، ولكن من خلال صياغة مجموعةٍ من المطالب – في البيان الختامي للمؤتمر – تُدافع فيها كل فئةٍ سكانية عن حقوق الأخرى، فإن ذلك يُعطي قوةً مشتركةً ويُشكّل أساسًا للديمقراطية والاعتراف بجميع الشعوب، دون تمييزٍ على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وبهذه الطريقة فقط، نستطيع الوصول إلى سوريا لكل السوريين، لكل شعوبها، وبهذه الطريقة فقط، تستطيع الدولة الوقوف في وجه خطاب الكراهية والانقسام الطائفي، والذي نشهد الكثير منه اليوم، إذ تعمل بعض الجماعات داخل سوريا على تأجيج هذا الوضع“ 

وعن أهداف المؤتمر، قال برصوم: “على الدولة أن تُحارب هذه الأيديولوجيات المتطرفة لأنها لا تؤدي إلا إلى المزيد من العنف والموت، وتُشكل خطرًا جسيمًا، وما نسعى إليه هنا في المؤتمر وفي بياننا الختامي، هو مواجهة هذه الأيديولوجيات المتطرفة، والوقوف معًا ضد الانقسام والكراهية. نحن نؤمن بالتعايش وبمواصلة هذا المسار، نعتقد أن العديد من السوريين، ممن يشاركوننا رؤيتنا، سينضمون إلينا في هذه الرحلة، وهكذا، سيكون لنا دور في مستقبل سوريا“ 

اقرأ أيضاً: انطلاق فعاليات مؤتمر وحدة الموقف لمكونات إقليم شمال وشرق سوريا 

وللإحاطة بمجريات المؤتمر الذي اعتُبِرَ واحداً من أهم المؤتمرات لتوحيد صوت المكونات ومطالبها، حلَّ سنحريب برصوم، رئيس حزب الاتحاد السرياني ضيفاً في لقاء عبر قناة “العربية“، حيث قال إن جميع مكونات المنطقة شاركت في الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال شرق سوريا منذ تأسيسها، والتي تلبي بدورها متطلبات المكونات، وخلقت نموذجاً للعيش المشترك فيما بينها، ومظلة للدفاع عنها ضد القوى الإرهابية والمعادية، في خضم ما كانت تعيشه سوريا من اقتتالات وصراعات وفتن طائفية ومذهبية. 

وأضاف برصوم أن المكونات _ ومن خلال المؤتمر _ سعت لتكريس هذا النموذج من احترام المكونات لبعضها وقيم العيش المشترك بغض النظر عن القومية أو الدين أو المذهب أو الطائفة، وهو النموذج المناسب والأفضل لمستقبل سوريا. 

وفي رد على سؤال المذيع حول اللامركزية التي تنادي المكونات بتطبيقها في سوريا، أوضح برصوم أن اللامركزية لا تعني الفيدرالية، ولا تشبه اللامركزية الإدارية التي كان النظام السوري البائد يطبقها، وتابع بأن اللامركزية التي ننشدها، هي اللامركزية موسعة الصلاحيات، لإدارة محلية في المناطق، بحيث بتسنى لشعوب المنطقة إدارة شؤونها في بعض الاختصاصات، فيما ستبقى بعض الاختصاصات الأخرى مركزية. وشدد برصوم على أن هذا النموذج ليس تقسيماً لسوريا.