بعد قرار نزع سلاح حزب الله.. البطريرك الراعي يزور أبرشية صور الحدودية
احتفاءً بانتقال لبنان من عهد الارتهان والخضوع لأجندة إيران وذراعها حزب الله، إلى عهد الأمل والسيادة والشجاعة بعيداً عن سطوة حزب الله، أجرى غبطة البطريرك السرياني الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، جولةً لأبرشية صور الحدودية مع إسرائيل، بثت روح التشبث في الأرض بنفوس الرعية.
صور، لبنان ─ شتّان ما بين لبنان قبل 7 آب 2025 وما بعده، حين اتخذت الحكومة اللبنانية قراراً سيادياً موحداً وصارماً بخصوص نزع سلاح ميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان، ناقلةً لبنان من خلاله من العهد القديم المظلم، عهد الارتهان والخضوع لحزب الله وإيران، إلى عهد جديد ملأ نفوس اللبنانيين والحكومة بالشجاعة والجرأة لتولي زمام الأمور وتقرير المصير.
تلك الروح تُرجِمَت على أرض الواقع من خلال جولة البطريرك السرياني الماروني، الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، يوم الأحد 10 آب 2025، لقرى جنوب لبنان الحدودية مع إسرائيل، والتي تقع ضمن منطقة شديدة التوتر.
جولة الراعي شملت عدة محطات، استهلها في أبرشية صور السريانية المارونية في قرية دبل الحدودية، حيث استقبله سكان القرية بالزغاريد وهتافات السلام.
وفي كلمته أمام الحشود، جدد غبطته دعوته للسلام، قائلاً: “لا للحرب، نعم للسلام”، مضيفاً أن “مسؤولية السلام تقع على عاتق المواطنين، بقدر ما تقع على عاتق المسؤولين“
وفي محطته الثانية، زار غبطته بلدة القوزح المجاورة لقرية دبل، حيث أشار إلى أنه لم يتبقَّ في القوزح سوى 72 شخصًا من سكانها، وقال إنه “يجب على هذه البلدة أن تعيش وتقاوم دائمًا للحفاظ على تراثها وأرضها ووجودها”، مديناً الحرب التي وصفها بأنها “دمار وخراب وتهجير”، مؤكدًا أنها تضر بالجميع دون تمييز.
المحطة الثالثة كانت بلدة عين إبل، وفي كلمته أمام المؤمنين، قال غبطته: “الحروب لا تجلب سوى الدمار والخراب والتهجير، وعلينا جميعًا أن نأخذ العبر”، وأعرب عن أسفه لكل الضحايا الذين سقطوا خلال الحروب، مؤكداً أنهم “إخوة لنا في الإنسانية والمواطنة”
وفي محطته الرابعة، توجه غبطته لبلدة رميش، التي لطالما كانت هدفاً للغارات الإسرائيلية بسبب احتلالها من قبل حزب الله، وتحويله إياها لمستودع أسلحة وصواريخ، معرضاً حياة سكانها _ 7000 سرياني ماروني _ للخطر، تنفيذاً لأجنداته وأجندات إيران.
وفي محطته الخامسة والأخيرة لأبرشية صور، زار غبطته بلدة علما الشعب، حيث كان في استقباله رؤساء أبرشية صور للسريان الموارنة والروم الملكيين، وقائد قوات اليونيفيل الأممية، ديوداتا أبنيارا، وعدد من المطارنة والمسؤولين والمؤمنين، وخلال كلمته، قال غبطته: “كفى حروباً، نحن طلّاب سلام لا حرب، ونأمل إحلال السّلام وإعادة الإعمار”، مشيدًا بالجنوبيّين وأهالي القرى الذين يتمسّكون بأرضهم وبكلّ حبّة تراب، وقال: “من هنا، من كنيسة السّيّدة في علما الشعب، علينا أن نكون يدًا واحدة وأن ننشد السّلام، وكفى حروبًا.
وخلال المحطات الخمس، التقى غبطته بالمؤمنين واستمع لمعاناتهم ومطالبهم، والذين أكدوا تمسكهم بأرضهم.
جولة البطريرك الراعي، فُسِّرَت من قبل محللين على أنها رسالة واضحة وشديدة اللهجة لحزب الله، بأن لبنان لكل اللبنانيين، وأن كل شبر منها حق لكل لبناني وطني سيادي، وأنه ليس مقبولاً من اليوم فصاعداً، أن يبقى لبنان رهينة للإملاءات الخارجية، أو ولايةً من ولايات دول أخرى.
جعجع: قرارات حصر السلاح بيد الجيش اللبناني واجبة التنفيذ… والتدخل الإيراني مرفوض
بيروت – في تصريح حادّ اللهجة، انتقد رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع اليو…