واشنطن تجدد دعمها لقوات سوريا الديمقراطية وسط تصاعد العنف في السويداء

دارمسوق (دمشق) / واشنطن ─ أعرب المتحدث الإقليمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مايكل ميتشل، عن قلق بلاده العميق إزاء تصاعد أعمال العنف في محافظة السويداء جنوبي سوريا، محذراً من الاستخدام المفرط للقوة ضد المدنيين الذين يمارسون حقهم في التعبير السلمي. وفي الوقت نفسه، أكد التزام الولايات المتحدة المستمر بدعم قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في جهود مكافحة إرهاب داعش، داعياً جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتجنب أي مواجهات تهدد الاستقرار. 

وفي مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط، قال ميتشل إن واشنطن تتابع “بقلق شديد“، الاشتباكات الأخيرة بين القوات الحكومية وبعض الفصائل المحلية في السويداء، مشدداً على أن الحكومة السورية تتحمل المسؤولية المباشرة عن حماية المدنيين وضمان حقوقهم، ودعا دارمسوق (دمشق) إلى محاسبة المتورطين في الانتهاكات، وتجنب أي تصعيد قد يزيد الوضع سوءاً. 

ورغم التركيز الدولي على أزمة السويداء، شدد ميتشل على أن الشراكة الأمريكية مع (قسد) تظل ركناً أساسياً في الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب في سوريا، مؤكداً أن التعاون مع هذه القوات “أثبت فعاليته في مواجهة التهديد المستمر الذي يمثله تنظيم داعش“ 

يأتي هذا الموقف عشية اجتماع ثلاثي في العاصمة الأردنية عمّان، غداً الثلاثاء 12 آب 2025، يجمع ممثلين عن الأردن وسوريا والولايات المتحدة، لبحث الأوضاع الميدانية والسياسية في سوريا، وسيشارك في الاجتماع وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، والمبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، توماس بارِك، إلى جانب مسؤولين أردنيين، لمتابعة المباحثات التي جرت في 19 تموز حول تثبيت وقف إطلاق النار في السويداء، وإيجاد حلول للأزمة هناك. 

This commitment underscores our collective determination to move toward a future in which Syria and all of its people can live in peace, security, and prosperity. https://t.co/KnmP8edEJg

— Ambassador Tom Barrack (@USAMBTurkiye) August 10, 2025

وبحسب مصادر دبلوماسية، سيجري نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، محادثات ثنائية منفصلة مع كل من الشيباني وباراك، في محاولة لتقريب وجهات النظر، وسط إدراك متزايد أن استمرار الفوضى في الجنوب السوري، قد يعقّد جهود مكافحة الإرهاب، ويهدد الأمن الإقليمي. 

تصريحات ميتشل تعكس معادلة مزدوجة في السياسة الأمريكية تجاه سوريا، وهي الضغط على الحكومة السورية لوقف العنف ضد المدنيين، مع الإبقاء على شراكة أمنية مع (قسد) لضمان استمرار الحرب على الإرهاب، في مشهد إقليمي يتسم بتشابك الملفات العسكرية والسياسية، على نحو غير مسبوق.