رحلة مباشرة بين تل أبيب ودارمسوق (دمشق) للمرة الأولى منذ نصف قرن

دارمسوق (دمشق)  — في مشهد غير مألوف منذ عقود، حطّت طائرة قادمة من تل أبيب في مطار دمشق الدولي، حاملةً على متنها عضو الكونغرس الأميركي إبراهيم حمادة، الذي وصل للقاء الرئيس السوري أحمد الشرع، في خطوة اعتُبرت تطوراً سياسياً لافتاً وذات رمزية عالية.

الرحلة، التي استمرت أقل من ساعة جواً، تُعد الأولى من نوعها منذ عام 1974، حين كان وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر يقوم برحلات مكوكية مباشرة بين إسرائيل وسوريا في إطار مفاوضات وقف إطلاق النار التي أعقبت حرب تشرين 1973. ومنذ ذلك الحين، ظلّ المسار الجوي بين العاصمتين مقطوعاً بالكامل بفعل الصراع المزمن وانعدام العلاقات الدبلوماسية.

استمرت زيارةزيارة حمادة إلى دارمسوق ست ساعات، وناقش خلالها مع الرئيس الشرع عدة ملفات، أبرزها إمكانية انضمام سوريا إلى “اتفاقات إبراهام”، المبادرة التي أطلقتها واشنطن عام 2020 لتطبيع العلاقات بين دول عربية وإسرائيل. وبحسب حمادة، فإن هذه الرحلة ليست مجرد اجتماع سياسي، بل “خطوة تاريخية” تعكس إمكانية فتح قنوات اتصال غير تقليدية في الشرق الأوسط.

و قبل وصوله إلى دارمسوق (دمشق)، كان حمادة قد أنهى زيارة إلى إسرائيل، حيث التقى الزعيم الروحي للطائفة الدرزية هناك موفق طريف، في سياق بحث تطورات الأوضاع في محافظة السويداء السورية، التي تشهد احتجاجات وأحداثاً أمنية متصاعدة. الانتقال المباشر من تل أبيب إلى دارمسوق

أضفى على زيارته بعداً غير مسبوق منذ نصف قرن، في وقت لا تزال فيه العلاقات بين البلدين على المستوى الرسمي في حالة عداء.

يرى مراقبون أن استئناف خط جوي مباشر، حتى لو لمرة واحدة، بين إسرائيل وسوريا، يحمل شحنة رمزية قوية تتجاوز إطار اللقاء نفسه، إذ يعيد إلى الأذهان حقبة المفاوضات الدبلوماسية التي توقفت منذ عقود، ويفتح الباب أمام تساؤلات حول ما إذا كانت دمشق بصدد اختبار مسارات سياسية جديدة، أو مجرد إرسال رسالة انفتاح محسوبة إلى أطراف إقليمية ودولية.

ورغم أن احتمالات انضمام سوريا إلى “اتفاقات إبراهام” ما زالت بعيدة في ضوء التعقيدات الإقليمية والداخلية، إلا أن مجرد حدوث هذه الرحلة المباشرة يضيف سطراً جديداً في سجل التحركات السياسية غير المسبوقة في المنطقة