رغم المخاطر.. المجلس الوطني المشرقي ينجح في إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى كنائس السويداء

السويداء، سوريا ─ في خطوة إنسانية وشجاعة، أعلن الدكتور وضاح الخوري، رئيس المجلس الوطني المشرقي، عن نجاح المجلس في إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى كنائس محافظة السويداء، بعد سلسلة من المحاولات المضنية التي واجهت تحديات أمنية ولوجستية جسيمة. 

وقال الخوري، في رسالة وجهها إلى أعضاء المجلس، إن المهمة التي تكللت بالنجاح لم تكن مجرد عملية إيصال شحنة إغاثية، بل شكلت تأكيداً على قدرة المجلس على تنفيذ مهامه الإنسانية حتى في أصعب الظروف، وبرهاناً على التزامه الثابت بحماية كرامة المسيحيين في سوريا. وأضاف أن هذه الخطوة حملت رسالة أمل واضحة إلى جميع من وثقوا بالمجلس، مفادها أن الإرادة الصلبة والعمل المنظم، قادران على صنع “المعجزات” حتى وسط الأوضاع المعقدة. 

وأشار الخوري إلى أن فريق العمل المشارك في المبادرة، واجه مخاطر حقيقية على الأرض، لكنه تحرك بثبات مدفوعاً بإصرار على تخفيف معاناة أبناء المنطقة، وبدعم من الأعضاء المخلصين في المجلس. وأكد أن هذا الإنجاز هو ثمرة جهد جماعي، شارك فيه كل من ساهم بالدعم، أو نفذ العمل على الأرض. 

وتعاني محافظة السويداء _ ذات الغالبية الدرزية والحضور المسيحي البارز _ من أزمة إنسانية متصاعدة، في ظل التدهور الاقتصادي العام في سوريا، وارتفاع أسعار المواد الأساسية إلى مستويات غير مسبوقة، وتراجع الخدمات الطبية والتعليمية. وقد ازدادت حدة المعاناة مع تقلص وصول المساعدات الدولية، وغياب برامج إغاثية كافية لتلبية الاحتياجات المتنامية للسكان، خاصة في المناطق الريفية البعيدة عن مراكز المدن 

اقرأ أيضاً: الاشتباكات الطائفية والغارات الجوية تدفع جنوب سوريا إلى حافة الانهيار 

ويأتي هذا الوضع على خلفية اضطرابات أمنية وحوادث عنف متفرقة، وعمليات خطف والاشتباكات الدائرة بين عشائر البدو ومقاتلين دروز، أدت لزيادة شعور الأهالي بالعزلة والخوف، ما جعل أي مبادرة إنسانية تدخل إلى المنطقة، تمثل شريان حياة حقيقياً. 

وشدد الخوري، على أن نجاح هذه المهمة لا يمثل نهاية الطريق، بل محطة دافعة لمواصلة العمل على مبادرات إنسانية ووطنية أخرى، مؤكداً أن المجلس سيواصل جهوده لتلبية احتياجات المجتمعات المسيحية في سوريا، والدفاع عن حقوقها، وسط الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد. 

اقرأ أيضاً: المجلس الوطني المشرقي يطلق حملة مساعدات للنازحين من السويداء في خبب 

وكان المجلس الوطني المشرقي، بالتعاون مع منظمة الصليب السرياني للإغاثة والتنمية، ومطرانية بصرى وحوران وجبل العرب للروم الملكيين، قد أعلن عن تقديم شحنة من المساعدات لمركز إيواء في بلدة خبب، جنوب سوريا، لاستقبال العائلات المسيحية النازحة من السويداء، التي شهدت اضطرابات أمنية.