‫‫‫‏‫يومين مضت‬

دمشق تثير الجدل بادعاء توافق تقرير اللجنة أممية مع نتائج لجنة التحقيق الحكومية حول مجازر الساحل

دارمسوق (دمشق) / جنيف أثار تصريح لوزير الخارجية والمغتربين في الحكومة السورية، أسعد حسن الشيباني، عاصفة من الجدل بعد أن زعم أن تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول أحداث الساحل في آذار الماضييتطابقمع ما خلصت إليه لجنة التحقيق الوطنية السورية. 

لكن مراجعة تقرير اللجنة الأممية تُظهر تباينات جوهرية مع رواية اللجنة الوطنية التي اكتفت بنشر ملخص مقتضب لعملها. 

فبينما وصفت لجنة التحقيق الدولية ما جرى بأنه عمليات قتل وتعذيب وانتهاكات ارتُكبتبشكل منهجي واسع النطاق“، فإن لجنة التحقيق الوطنية نفت وجود طابع منهجي، معتبرة أن ما حدث كانفوضوياً ودافعُه جزئياً الثأر“، هذا التناقض يضعف أي ادعاء بوجود انسجام بين التقريرين.



الأمم المتحدة نسبت المسؤولية بشكل مباشر إلى 3 فرق عسكرية تابعة للجيش السوري الجديد: 

الفرقة (62) لواء السلطان سليمان شاهبقيادة محمد الجاسمأبو عمشة 

الفرقة (76) فرقة حمزةبقيادة سيف بولاَدسيف أبو بكر 

الفرقة (400) تضم فصائل سابقة من هيئة تحرير الشام المنحلة _ بقيادة محمد خير حسن شعيبأبو الخير تفتيز“، الذي يشغل أيضاً منصب نائب وزير الدفاع. 

أما اللجنة الوطنية، فقد ألقت باللوم علىبقايا قوات الأسدوعناصر خارجية مجهولة“، دون أن تذكر هذه الفرق بالاسم، ويرى مراقبون أن هذه الصياغة قد تشكل محاولة متعمدة لتجنيب القيادات العسكرية الحالية أي مساءلة قانونية أو تدقيق علني. 

رغم تأكيد الشيباني أن نتائجاللجنة الوطنيةعُرضت في مؤتمر صحفيبشفافية“، إلا أن ما أُعلِنَ كان مجرد ملخص لا يسمح للخبراء القانونيين بتقييم الأدلة أو منهجية التحقيق.



تقرير الأمم المتحدة نفسه دعا صراحة إلى نشر التقرير الوطني كاملاً، لتمكينالتدقيق والمتابعة 

وما يزيد من الشكوك، هو التناقض الذي ظهر في تصريحات ياسر الفرحان، رئيس اللجنة الوطنية، حين قال إنالدولة وفّرت للجنة كل المعلومات عن المشتبه بهم“، قبل أن يصرّح في اللحظة ذاتها بأنالحكومة لم تكن على علم بهوياتهم قبل أن نقدم التقرير 

تناقض أثار تساؤلات جدية حول استقلالية اللجنة واحتمال تدخل الدولة في عملها. 

المثير للانتباه هو أن بعض الدول الغربية، بينها بريطانيا وألمانيا، أصدرت بيانات اعتبرت أن نتائج اللجنة الوطنيةتنسجممع تقرير الأمم المتحدة، ما يوحيبحسب منتقدينبأن هذه الأطراف لم تطلع بشكل كافٍ على مضمون التقرير الأممي، واعتمدت بدلاً من ذلك على قراءات ثانوية. 

بالنسبة لكثير من السوريين، تبقى هذه القضية أكثر من مجرد خلاف تقني حول تقارير، بل إنها معركة على السردية والتاريخ، فهل سيتم التعامل مع المجازر كجرائم ممنهجة تستوجب المحاسبة؟ أم يجري تمريرها كأحداث فوضوية بلا مسؤولية واضحة؟ 

حتى الآن، يظل الغموض قائماً، في ظل غياب التقرير الكامل للجنة الوطنية، والتباينات الواضحة بينها وبين لجنة التحقيق الأممية، ما يضع علامات استفهام حول صدقية الحكومة المؤقتة في الالتزام بمسار العدالة الانتقالية.


‫شاهد أيضًا‬

وضع حجر الأساس للبناء الجديد لمدرسة إيديسا (أورهوي) في نورشبوري بالسويد

نورشبوري، السويد ─ ظهر يوم الأحد 17 آب 2025، وُضع حجرُ الأساس للبناء الجديد لمدرسة إديسَّا…