ردود فعل لبنانية منددة بتصريحات الأمين العام لميليشيا حزب الله “نعيم قاسم”
بيروت ─ لم يكن الخطاب الذي ألقاه الأمين العام لميليشيا حزب الله الإيرانية في لبنان، نعيم قاسم، بمناسبة إحياء “أربعينية الإمام الحسين” بمدينة بعلبك اللبنانية، مجرّد مداخلة سياسية في ظرف استثنائي، بل كان وبكل وضوح، وكما وصل للعالم أجمع، إعلاناً صريحاً لاستهداف وحدة الدولة اللبنانية، وإشعال فتيل الفتنة عبر لغة التهديد والوعيد، وتحدٍ للدولة وهيبتها وسيادتها.
تصريحات قاسم تلك، لم تمر مرور الكرام في لبنان، فقد ردّ رئيس حزب الاتحاد السرياني العالمي، إبراهيم مراد على تلك التصريحات، معتبراً أنها تهديد “وقح وفاضح”، موجّه إلى اللبنانيين جميعاً، كما أنه يعدّ بمثابة إعلان صريح بأن هذه العصابة المسلحة لن تسمح بقيام دولة أو سيادة أو قانون في لبنان.
اقرأ أيضاً: إبراهيم مراد يتحدى حزب الله ويدعو لتدخل دولي
رئيس الحكومة اللبنانية، نواف سلام، وجه خلال حديث مع صحيفة “الشرق الأوسط”، انتقاداً شديد اللهجة لحزب الله وأمينه العام، نعيم قاسم، قائلاً: “كلام أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، يحمل تهديداً مُبطنا بالحرب الأهلية، ولا يوجد أحد في لبنان اليوم يريد الحرب الأهلية، والتهديد والتلويح بها مرفوض تماماً”، وأضاف: “الحديث عن أن الحكومة اللبنانية تنفذ مشروعا أمريكياً إسرائيلياً، هو حديث مردود … قراراتنا لبنانية صرف، تُصنع في مجلس وزرائنا، ولا أحد يمليها علينا”
وأوضح سلام أن اتفاق الطائف “ميثاقنا وهو ينص بشكل صريح على بسط سلطة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها بقواها الذاتية”، وتابع بأنه “لا يوجد أي حزب في لبنان مخوّل بحمل السلاح خارج نطاق الدولة اللبنانية، ولم يطلب أحد تسليم سلاح حزب الله للعدوّ الاسرائيلي كما يروّج البعض، بل للجيش اللبناني الذي نرفض التشكيك في وطنيّته”
ووجه سلام تحذيراً شديداً بقوله: “حذار التصرفات اللامسؤولة التي تشجع على الفتنة!”
رئيس حزب القوات اللبنانية، الدكتور سمير جعجع، قال عبر منشور على إكس، “إن خطاب الشيخ نعيم قاسم، أمس، هو خطاب مرفوض بالمقاييس كلها، إذ يشكّل تهديدًا مباشرًا للحكومة اللبنانية بالدرجة الأولى، وللأكثرية النيابية التي منحت هذه الحكومة الثقة بالدرجة الثانية، وللمؤسسات الدستورية كافة في لبنان، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، وهو تهديد مباشر أيضًا لكل لبناني حر”، مضيفاً بأنه “إذا كان الشيخ نعيم يَفترض أنّه لم يَعُد في لبنان لبنانيون أحرار، فهو مخطئ، بل مخطئ جدًا، وإذا كان يَفترض أنّه بهذه الطريقة يفرض هيبته غير الموجودة أصلاً على هؤلاء اللبنانيين الأحرار، فهو مخطئ أيضاً وأيضاً وأيضاً”
وشدد جعجع بالقول، إنه “في هذه اللحظات الحساسة من تاريخ لبنان، نقف جميعًا كلبنانيين أحرار، ونحن نشكّل الأكثرية الكبرى في لبنان، خلف مؤسساتنا الدستورية، ممثلة خصوصاً برئيس الجمهورية وبرئيس الحكومة، اللذين يسعيان بكل ما أوتيا من وطنية واندفاع وقوة، إلى إعادة لبنان إلى نفسه، وإلى إعادة الدولة الفعلية إلى انتظامها، وإلى إعادة أصدقاء لبنان إليه، وإلى إعادة المجتمع الدولي أيضًا إلى جانبه..ولن نألو جهدًا في بذل كل ما يمكن في سبيل عدم السماح لأيّ كان بإفشال محاولة تأسيس لبنان من جديد”
يأتي ذلك فيما شدد وزير العدل اللبناني، عادل نصار، (المنتمي لحزب الكتائب اللبنانية)، خلال لقاء عبر قناة “العربية”، على أن كلام قاسم مرفوض جملة وتفصيلاً، كما أن الفريق المدعوم من الحكومة الإيرانية (حزب الله) يهدد الحكومة اللبنانية، ويختار مشروعاً خارجياً ضد أبناء شعبه.
ودعا نصار حزب الله للتوقف عن دفع لبنان نحو “المغامرات”، إذ أن لبنان يركز الآن على بناء دولة كاملة تستعيد كل أدوارها.
ويبقى السؤال، هل سينصاع حزب الله لحملة الضغوطات الداخلية والخارجية المُمارسةِ عليه؟ أم سيتعنت ويجر لبنان وشعبه نحو الخراب، خدمةً لأجندات راعيته إيران؟
في صلاح الدين: لقاء بارزاني – المسلط يعيد فتح ملف شمال وشرق سوريا
صلاح الدين، العراق – استقبل رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، مسعود برزاني اليوم السبت في …